تقع سويسرا وسط أوروبا، بلد متعدد الثقافات واللغات، بلد المال والأعمال والبنوك العالمية، ومقر للمنظمات الدولية، وهي أيضا بلد الجمال والمناظر الطبيعية الخلابة والبحيرات الرائعة وجبال الألب الشاهقة. تتوفر سويسرا على العديد من المدن والمواقع السياحية، التي تشكل عامل جذب للسياح الباحثين عن الراحة والاستجمام، من أبرز هذه المدن وأجملها، مدينة إنترلاكن أو عاصمة الألب كما يحلو للبعض تسميتها، تشكل مصدر جذب سياحي للملوك والأمراء والرؤساء، ووجهة سياحية للسياح الذين يفدون إليها من كل بقاع المعمورة، كما تحظى باهتمام السياح العرب والخليجيين على وجه الخصوص. تعتبر مدينة انترلاكن إحدى أهم المدن السويسرية، المعروفة بأنها مصدر جذب سياحي في سويسرا، تقع المدينة ضمن مقاطعة برن، كثاني اكبر مقاطعة في سويسرا، وبالتحديد بين بحيرتين جميلتين ورائعتين، هما بحيرة تون التي توجد من الجهة الغربية والشهيرة بين الملاحين وعشاق التزلج على الجليد، وبحيرة برينز التي توجد من الجهة الشرقية. ولا يمكن لأي منتجع سياحي في سويسرا، أن يوفر كل أشكال المتعة والترفيه مثل ما توفره بحيرة تون وبينز للسياح، لأنهما المكان المثالي لممارسة أنواع كثيرة من الرياضات المائية، كما يمكن استكشافهما ورؤيتها من خلال نزهة عبر ركوب إحدى البواخر الحديثة، التي تأخذك في جولة رائعة على متنها ،للاستمتاع بجمال الأشجار والمروج والحدائق التي تزين جنبات البحيرتين. وقد تمكنت مدينة انترلاكن من أن تصبح واحدة من المدن السياحية المهمة في سويسرا، وذلك بفضل جمال طبيعتها الخلابة التي تسحر القلوب قبل العيون وبحيراتها الرائعة وأريافها القابعة تحت جبال الالب التي تناطح عنان السماء، ناهيك عن ما تقدمه لزوارها من خدمات وعروض سياحية تنال إعجاب واستحسان السياح. ورغم أن المدينة لا تتوفر على مطار، نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية إلا أنه يمكن الوصول إليها عن طريق مطار زوريخ أو مطار جنيف او بازل، بشكل ميسر وسهل، حيث ترتبط مدينة انترلاكن بشبكة قطارات سريعة اذ تم بناء خط السكة الحديدية سنة 1912، والذي يسهل عملية التنقل بين الجبال، وتوجد رحلات إلى المدينة على مدار اليوم وعلى رأس كل نصف ساعة، وتبلغ متوسط التذكرة مثلا من مطار زوريخ إلى انترلاكن 70 فرنك سويسري، أي ما يعادل 650 درهم مغربي ، وتدوم الرحلة قرابة ساعتين، كما ترتبط المدينة بشبكة طرق سيارة سريعة وحديثة ، وبحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيت تقع وسط سويسرا، فإن الوصول إليها عبر السيارة يكون بكل سهولة ودون عناء. لا تتوانى المدينة في توفير كل ما يريده زوارها من نشاطات ثقافية، وتنظيم حفلات موسيقية وعروض مسرحية ،وخدمات سياحية متميزة ،من خلال القيام برحلات استكشافية في أحضان الطبيعة البديعة، خاصة في فصل الصيف ،حيت تتوافر المسارات الجبلية او من خلال زيارة العديد من المعالم السياحية التي تتميز بها المدينة عن باقي المدن السويسرية الأخرى. تستقطب المدينة مئات الآلاف من السياح الأجانب، من بينهم الآلاف السياح العرب، خصوصا في فصل الصيف، حيث ترتفع درجة الحرارة بالبلدان العربية، وخاصة منطقة الخليج، وتعمل المدينة على توفير خدمات وأنشطة سياحية، تستهوي السائح العربي وتتماشى مع طبيعته وثقافته الإسلامية، حيث يحظى السياح العرب القادمين إلى سويسرا باهتمام المسؤولين في قطاع السياحة، خاصة وأنهم يتوافدون بأعداد كثيرة ويمكثون بالفنادق الفخمة لفترات طويلة، وينفقون أكثر من 5000 درهم في اليوم، محتلين بذلك المرتبة الأولى من حيث الإنفاق السياحي اليومي في سويسرا. وقد ساهمت مجموعة من العوامل في تزايد وازدهار السياحة الوافدة من الدول العربية، أهمها إطلاق حملات إعلانية وتقديم عروض استثنائية ومتجددة من اجل جلب اهتمام السائح العربي، وإقامة عروض بدول الخليج، وإنشاء مواقع باللغة العربية من طرف هيئة السياحة السويسرية، لتسهيل عملية الولوج والبحث عن المعلومات التي يحتاجها السياح العرب. وتتوفر المدينة على سلسلة من الفنادق الفخمة، يعود بعضها إلى العهد الفيكتوري، ويبقى أبرزها فندق فيكتوريا يونغ فراو، وفندق بوريفاج، وتعمل هذه الفنادق على تقديم خدمات وعروض متنوعة، تتوافق مع العادات الإسلامية، كتجهيز الغرف بنسخ من القرآن الكريم وسجادات للصلاة ووجبات غذائية باللحم الحلال، وموظفون يتحدثون باللغة العربية، وغيرها من الخدمات بهدف اجتذاب السائح العربي لزيارة المدينة وقضاء أوقات ممتعة ولحظات لا تنسى على أمل العودة لمرات عديدة لهذه المدينة.