على الرغم من الاشكالات القانونية التي تعترض مشروع الجهوية المتقدمة الذي اختاره المغرب كورش تنموي يستجيب لتطلعات المواطنين والوطن وعلى الرغم من كل المعيقات التي صاحبت تنزيل هذا المشروع الذي عولت عليه المملكة المغربية ليجيب على إشكالات كثيرة وعميقة كانت تتسبب فيها المركزية الادارية ، إلا ان التجربة التي تجاوزت السنتين من عمرها في بعض الجهات عرفت نجاحا مهما ترك انطباعا حسنا عند المهتمين بورش الجهوية كخيار استراتيجي، وعلى سبيل الذكر نستحضر تجربة جهة طنجةتطوانالحسيمة التي يرأسها الياس العماري، هذه الجهة التي رأى فيها الكثير من الخبراء الاقتصاديين والفاعلين المدنيين الى جانب فئة عريضة من المواطنين انها قد استطاعت ان تكرس مفهوم عمل الجهة كمؤسسة منتخبة تشتغل وفق أهداف محددة وببرامج مسطرة مكنتها من تحقيق نتائج واقعية وملموسة يشهد لها الجميع . وما كانت هذه التجربة في جهة كجهة طنجةتطوانالحسيمة ان تحقق هذا النجاح لولا وجود مجموعة من العوامل وتوفر العديد من الامكانات التي ساهمت بشكل او بآخر في تحقيق نتائج ملموسة وواضحة . جهة طنجةتطوانالحسيمة استفادت من موقعها الجغرافي الاستراتيجي والذي لعب دورا مهما اضافة الى توفرها على بنيات تحتية في مستوى عال كميناء طنجة المتوسط اهلتها لتكون في مستوى التحديات المطروحة امامها، ناهيك عن توفر الجهة على مساحة جغرافية مهمة وموارد بشرية ساهمت في استقطاب شركات ووحدات صناعية أخذت على عاتقها مسؤولية توفير عدد من مناصب الشغل . دون ان ننسى دور الجهة في ربط علاقات خارج المغرب مع شركاء اقتصاديين بهدف الاستثمار في الجهة التي تضم مدينة تعتبر ثاني قطب اقتصادي بالمملكة مدينة محمد السادس طنجة تيك نموذجا . سنتين من العمل شكلت فرصة لإبراز دور هذه الجهة في منطقة البحر الابيض المتوسط وتجلى ذلك من خلال تنظيمها للنسخة الثانية للميد كوب قبل سنة من اليوم كما استطاعت الجهة قبل ايام قليلة ان تنظم اللقاءات الاولى لدار المناخ المتوسطية بعدما تسلم المغرب رسميا رئاسة هذه الدار التي ستحتضنها بشكل رسمي ودائم مدينة طنجة . وبذلك تكون جهة طنجةتطوانالحسيمة قد لعبت أدوار مهمة داخل محيط المتوسط بشكل سمح لها ان تبصم على حصيلة جد مشرفة . وعلى الرغم من كل ما انجز في هذه الجهة إلا ان الحاجة الى تطوير الاداء والعمل على مضاعفة الجهود للإجابة على انتظارات ساكنة الجهة تبقى كبيرة وصعبة .