كشف المنظمون في ندوة صحفية، احتضنت أشغالها غرفة الصناعة التقليدية بمكناس عصر أمس الجمعة 20 شتنبر الجاري، عن الخطوط العريضة للنسخة الرابعة من المعرض الدولي للخشب، المقرر تنظيمه تحت شعار "تثمين صناعة الخشب والمحافظة على فنونها التقليدية" على مساحة 6600 متر مربع بفضاء صهريج السواني بمكناس خلال الفترة الممتدة من 27 شتنبر إلى السادس من شهر أكتوبر المقبل. وقال السيد عبد المالك البوطيين رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس-مكناس في الندوة الصحفية، أنه تم رصد غلاف مالي بقيمة 3 ملايين درهم لتغطية مصاريف هاته الدورة بدعم وشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ومجلس جهة فاسمكناس، وجماعة مكناس، ومجلس عمالة مكناس، وجماعة المشور الستينية. ولم يخف السيد عبد المالك البوطيين امتعاضه من السياسة التي تنهجها المندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمكناس، ورفضها المشاركة في هاته الدورة، رغم أنها معنية بالدرجة الأولى بهذا المعرض، الذي يندرج ضمن أولى اهتماماتها واختصاصاتها المفروضة، لارتباط الموضوع بالغابات والحفاظ على البيئة. ولم تسلم وزارة الفلاحة والصيد البحري بدورها من الانتقاد الشديد الذي وجهه السيد عبد المالك البوطيين، لتملصها هي الأخرى من دورها في المشاركة ضمن فعاليات هذا المعرض الدولي الهام، بدعوى أن المعرض الدولي للخشب هو نسخة طبق الأصل من المعرض الدولي للفلاحة، وهذا ما لم يستسغه الصناع التقليديون، الذي اعتبروا الأمر تهميشا وتحقيرا لهم، إضافة إلى كون المعرضين المذكورين هما مختلفان تماما، لا من حيث الموضوع ولا الفئة المستهدفة، ولا حتى الأهداف المرجوة. وأوضح السيد البوطيين أن هاته الدورة ستعرف مشاركة 160 عارضا من الصناع التقليديين والتعاونيات المهنية والمقاولات الصغرى والمتوسطة المتخصصة في صناعة الخشب ومستلزماته من الأدوات والمعدات الفنية والتقنية، بالإضافة إلى سبعة آخرين من دول البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا. ويضم المعرض العديد من الفضاءات الموضوعاتية، من الجناح التجاري، إلى جناح التحف الفنية والقطع المهددة بالانقراض، وأخرى خاصة بالشباب ومنتجات التكوين المهني ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، وفضاء للإعلام والصحافة، وكذا الأطفال. وستعرف الدورة تنظيم ندوات ومحاضرات وحلقات دراسية مهنية حول قطاع الخشب والمجالات المرتبطة به، ودورات تكوينية لتقوية قدرات الصناع والحرفيين يؤطرها باحثون وخبراء مختصين في الميدان، بالإضافة إلى تنظيم سهرات فنية فولكلورية من التراث المغربي الأصيل. يشار إلى أن النسخة الثالثة من المعرض الدولي للفلاحة التي أقيمت بمكناس، حققت مبيعات ناهز رقم معاملاتها 16 مليون درهم، بزيادة خمسة ملايين درهم عن النسخة الثانية، بعدما استفاد الصناع التقليديون من طلبيات وعقود بيع تراوحت بين 120 و500 مليون سنتيم. هذا، ولم يفوت السيد المالك البوطيين الفرصة للتنويه بمجهودات السيد عبد الغني الصبار عامل عمالة مكناس على دعمه الكبير في إنجاح مثل كل هاته الملتقيات الوطنية والدولية الهامة، وتوفير كافة الشروط الكفيلة لإنجاحها، وتحقيق الأهداف المرجوة منها، تماشيا مع الإرادة الملكية السامية، التي تعنى بكافة المبادرات الهادفة إلى تحسين الدخل، وتوفير فرص الشغل، وتطوير دينامية التسويق والترويج، لتحصين الصناعة المغربية، وتبويئها المكانة المستحقة.