عادت أفواج قطعان الإبل والمواشي المملوكة لرعاة رحل لتبسط "سيطرتها" على عدد من مناطق سوس، متسبّبة في الإضرار بالمحاصيل الزراعية وأشجار الأركان واللوز ونباتات الصبار، وباتت ساكنة عدة قرى بسوس تشتكي من نهج السلطات الأمنية والمحلية لدور المتفرّج أمام استمرار هجوم الرحل على مصادر عيشهم الأساسية، ومواصلة استفزازاتهم ضد أهالي هذه المناطق. وفي هذا السياق، وجهت عدد من التنظيمات الجمعوية المدنية ونواب الأراضي السلالية تمغاط بدواوير أغزيف تكربونت ايت افران بالجماعة القروية تندين دائرة ايغرم إقليمتارودانت، شكايات إلى الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزير الداخلية، تندد من خلالها بهجوم الرعاة الرحل على أراضيها بقطيع هائل من الأغنام والماعز والجمال، واستباحت المصدر الوحيد لعيش الساكنة المحلية دون مراعاة لظروفهم المعيشية الهشة والمزرية. كما أوردت ذات الشكايات، أن هؤلاء الرعاة الرحل زرعوا الرعب والخوف في نفوس الساكنة المحلية وخاصة الأطفال والنساء، وعملوا على تخريب الممتلكات وإتلاف المحاصيل الزراعية، على نذرتها، وكذا أشجار الأركان ونبات الصبار، بالإضافة إلى استنزاف المخزون المائي المتواجد بالمطفيات مع العلم أن المنطقة لا تمتلك موارد مائية غير ما تجود به السماء، ولا تستفيد من أي برنامج للربط بالماء الصالح للشرب. وطالب المتضررون من عمليات استهداف أراضيهم وممتلكاتهم بمنطقة تمغاط بجماعة تندين السلطات المختصة بفتح تحقيق عاجل في موضوع انتهاكات الرعاة الرحل لأراضيهم ومستغلاتهم الفلاحية بالمنطقة، والإضرار بمصدر عيش الساكنة المحلية وتهديدها الصريح، والعمل على تعويض المتضررين عن الخسائر التي لحقتهم. هذا وجدير بالذكر أن إشكالية الرعي الجائر كانت السنة الماضية أيضا موضوع مسيرات تنديدية وطنية وجهوية حاشدة، ومثار نقاشات مجتمعية مستفيضة وصل رداها حتى قبة البرلمان، لا سيما بعد الأحداث الدامية التي شهدتها عدد من المناطق السوسية بين الرعاة الرحل والساكنة المحلية، غير انه على ما يبدو فالإشكال مازال قائما إلى اجل غير مسمى، والتوقعات تنبأ بموسم جديد من المواجهات بين الساكنة المحلية والرعاة الرحل سيما في ظل موجة الجفاف الذي يضرب منطقة سوس خاصة والجنوب المغربي عامة.