قالت جريدة المساء إن شرطي مرور، يعمل بمفوضية أمن سيدي يحيى الغرب، نقل صباح الأربعاء المنصرم، إلى المركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، بعد أن صدمه مسؤول كبير في القوات المسلحة الملكية المغربية، رتبته كولونيل، بعدما نشبت بينهما مشادة كلامية حادة. وكشف مصدر موثوق أن الشرطي كان يؤدي مهامه قرب مبنى مؤسسة بريد المغرب بالمدينة نفسها، قبل أن ينتبه إلى سيارة فارهة تابعة للجيش تتوقف غير بعيد عنه، ويترجل منها الكولونيل المذكور، الذي قام الشرطي بتحيته بشكل رسمي، إلا أن المسؤول العسكري شرع في التهكم عليه، والنيل من كرامته بعبارات نابية، وقال له: »دابا عاد كتعطيني التحية، شحال هادي مالك وَقَفْتيني وطْلَبتِ مني وثائق ديال السيارة يا قْليل تْرَابي«. وقال المصدر ذاته إن الشرطي، وهو حارس أمن، أصابته هستيرية شديدة، بعدما استمر المسؤول المذكور في إهانته أمام الملأ، حيث شرع في الصراخ واستنكار ما تعرض له، الأمر الذي أثار فضول حشود من المواطنين، الذين تدخل بعضهم لتهدئة الوضع، باعتبار أن الكولونيل، الذي يمارس مهامه بمدينة كلميم، هو ابن المنطقة ويتحدر من دوار مجاور. وأضاف المصدر نفسه أن الوضع تطور إلى الأسوأ، رغم أن شرطي المرور أوضح للمسؤول العسكري أن سبب إيقافه منذ شهر ونصف تقريبا بمدينة سيدي يحيى الغرب كان بناء على تعليمات تلقاها من رئيسه، تدعوه إلى مراقبة أوراق سيارته الخاصة، فرد عليه الكولونيل مهددا: »عندك الزهر هاديك الساعة، إما كون مشيت عند الوالي. انت ماشي مْرَبِي«، ثم غادر المكان واستقل سيارته، إلا أن الشرطي اعترض سبيله، وألح على أن يرافقه إلى المفوضية لمعرفة أسباب تهجمه عليه بهذه الطريقة، وهو ما لم يرق للكولونيل، الذي حاول الانطلاق بسيارته، قبل أن يجد نفسه متورطا في دهس الشرطي، الذي سقط أرضا من شدة آلام الإصابة التي لحقته. وأفاد المصدر أن شرطي المرور نقل على متن سيارة إسعاف إلى مستشفى القنيطرة، حيث تلقى العلاجات الأولية، وسُلمت له شهادة طبية تحدد مدة عجزه في 26 يوما، مشيرا إلى أن الضحية أضحى يعاني من اضطرابات نفسية خطيرة تتطلب مواكبته من طرف طبيب مختص لوقف تدهور حالته النفسية.