حذر مسؤول رفيع في محافظة الأنبار غربي العراق من “انهيار وشيك” لقدرات قوات الجيش العراقي في مواجهة مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، بعد تفوق الأخيرة على قوات الجيش في عملياتها بالمناطق التي تخضع تحت سيطرتها. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الأناضول إن “قوات الجيش العراقي شنت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، هجوما على ناحية الكرمة القريبة من الفلوجة، والتي تخضع تحت سيطرة عناصر داعش، لكنها لم تحقق اي نتائج ولم تتمكنت من دخول الناحية”. وتشير تقارير أمنية الى ان عناصر (داعش) في الفلوجة تمكنوا من الاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر التي كانت بحوزة قوات الشرطة المحلية وبعض قطعات الجيش العراقي. وأضاف المسؤول المطلع على تفاصيل الخطط العسكرية أن “قوات الجيش العراقي لاتمتلك القدرة البشرية لادارة معركة الانبار رغم امتلاكها الامكانيات الهائلة المتمثلة بالدبابات الأمريكية والروسية والبولندية، والطيران الحربي والدروع المختلفة والاسلحة المتنوعة والمتطورة”. وأوضح أن “الخسائر التي تعرضت لها قطعات الجيش العراقي في مواجهة داعش، جاء نتيجة لنقل قوات من الجيش العراقي من محافظات جنوبية لم تشترك مطلقا بأي معارك سابقة وزج عناصرها في معركة كبيرة مقابل عناصر داعش المدربين على خوض معارك الشوارع″. وتابع المسؤول أن “القيادة العسكرية المشرفة على معركة الانبار غير كفؤة وعلى القائد العام للقوات المسلحة تغييرها باسرع وقت قبل فوات الاوان”، لافتا الى ان “القيادات في الانبار جعلت قطعات عسكرية محددة تتولى مسؤولية مواجهة عناصر داعش ومنعت باقي القوات من الاشتراك في المعركة”. وأشار إلى ان “القطعات العسكرية التي تتولى المواجهة المباشرة مع عناصر داعش استنزفت بالكامل ولم يبق لها القدرة على القتال”، محذرا من “انهيار كامل لقوات الجيش في الانبار امام قدرات داعش ان لم تجري تغييرات واسعة في القيادات والخطط العسكرية”. ونوه المسؤول إلى أنه “قد لايتفاجئ أحد من أن عناصر تنظيم داعش قد يتمكنوا من الوصول الى العاصمة بغداد خلال ال20 يوميا القادمة لنقل المعركة الى العاصمة ان لم تجر التغييرات السرعة في القيادات الامنية والخطط العسكرية”. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جانب الجيش حول ما ذكره المسؤول العراقي. وكانت السلطات الامنية العراقية قد نقلت الثلاثاء الماضي جميع نزلاء سجن أبو غريب غربي بغداد الى سجون في محافظات جنوبية؛ خشية هجوم محتمل لعناصر “داعش” على السجن. وتخوض القوات العراقية، بعد عامين على الانسحاب الأمريكي، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد أعمال العنف التي بلغت معدلات لم يشهدها العراق منذ العام 2008، في ذروة الانتشار العسكري الأمريكي. وتخضع مدنية الفلوجة وناحية الكرمة لسيطرة عناصر من تنظيم داعش ومسلحين من العشائر الرافضة لسياسة رئيس الحكومة العراقية “نوري المالكي” منذ نحو 4 أشهر. وقال رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” في وقت سابق إن حكومته قررت حل الأزمة الامنية في محافظة الأنبار، مشيرا إلى أن الوقت حان لحسم أزمة مدينة الفلوجة بتدخل قوات الجيش.