حّول رجل بريطاني المقولة الشهيرة "أبناؤنا هم فلذات أكبادنا" إلى واقع ملموس عندما تبرع بجزء من كبده لإنقاذ حياة طفله الرضيع، على إثر إصابته بمرض خطير في الكبد بعد ولادته بأسابيع قليلة، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية. وكان الأطباء قد شخصوا إصابة محمد علي طارق الذي ولد في 13 يونيو (تموز) 2012 بمرض في الكبد غير قابل للشفاء قبل أن يكمل شهره الثاني، وأكدوا على أن الحل الوحيد لشفائه هو بإجراء عملية زراعة للكبد. ولم يكن ممكناً إجراء العملية في الأشهر الأولى من عمر الطفل محمد، واضطر الأطباء إلى الانتظار حتى بلغ شهره الثامن عشر ليتمكن جسده الصغير من تحمل تبعات العمل الجراحي بالإضافة إلى البحث عن متبرع مناسب. وبعد بحث مطول لم يجد الأطباء أنسب من كبد والد الطفل السيد علي طارق (37 عاماً)، وقرروا اقتطاع جزء صغير منه لا يتعدى 20% من حجم الكبد الكلي، على أمل أن ينمو داخل جسد الطفل ويتحول إلى كبد كامل يؤدي وظائفه على أحسن وجه. وحدد يوم 6 يناير (كانون الثاني) الحالي موعداً لإجراء العملية وسط قلق عائلة الطفل وخاصة والدته آسيا (31 عاماً) التي كان عليها أن تشاهد زوجها وطفلها الصغير يخضعان لعمل جراحي خطير في نفس اللحظة. وبعد نجاح العملية عبّر السيد طارق عن سعادته البالغة بمنح طفله أمل جديد بالحياة وتمنى أن يتمكن من السباحة واللعب معه بالكرة في القريب العاجل.