في الدول التي تحترم نفسها ومواطنيها يتم عادة تحذير المواطنين بطرق متعددة من موجات تسونامي ومن تقلبات الطقس الخطيرة أياما قبل وقوع هذه الموجات والتقلبات . وفي البلدان التي لا يتابع مواطنوها مسخ وسفاهة وتفاهة شاشاتها تقع الواقعة ويهيج البحر وتثور أمواجه العالية في وجه الصيادين وتغرق الأزقة والشوارع والبيوت الساحلية بصخر ووحل وتعرقل الطرقات بأحجار لفظها البحر ولا من تحرك ولا من " يجيب " الأخبار . طبعا ستؤكد مديرية الارصاد أنها لا تتحمل المسؤولية فيما شهدناه اليوم عبر عدة مدن من موجات تحذيرية لنا وللسلطات وستثبت بالدليل والبرهان أنها حذرت المواطنين من علو الموج ومن تقلبات البحر ، وطبعا ستتبرأ شاشات التلفزيون من المسؤولية بحجة أنها أوردت نشرات تحذيرية للمواطنين ، وستتبرأ السلطات من مسؤليتها كذلك بحجج واهية وأدلة ضعيفة مسبقا . يا سادة ما شهدناه اليوم سواء في سلا أو آسفي أو الدارالبيضاء أ في غيرها من المدن الساحلية التي تعرضت ل" ميني تسونامي " يؤكد حقيقة أن المواطن في المغرب هو آخر ما تفكر فيه السلطات الموقرة والدليل أنه لا وجود لرجال المطافئ ولا الاسعاف ولا قوات الأمن أو رجال القوات المساعدة في الطرق والممرات والنقاط التي شهدت " الميني تسونامي " في حين أنه لو وقع مثل هكذا أمر في دولة من الدول التي تحترم مواطنيها لشهدنا الجرافات وسيارات الإسعاف والطوارئ ترابط في مختلف النقاط التي قد يحدث فيها هيجان للبحر مثل الذي وقع عندنا . في الدول التي تحترم نفسها لا تمل قنوات التلفزيون وإلإذاعات من بث نشرات متواصلة ومتكررة تحذر مواطنيها من الأخطار التي قد تتربص بهم في حال وجود احتمالات لوقوع " ميني تسونامي " " أو تسونامي " ، أما عندنا نحن ،فالمواطن بالكاد ينصت للإذاعات ، وبالكاد يلتفت للقنوات الوطنية التي أرغمته ببرامجها الصبيانية ومشاهدها المخلة بالحياء العام على التوجه نحو شاشات المشرق بحثا عما يشفي غليله من أخبار وبرامج تتوافق مع هويته وذوقه ، ولأن ذلك كذلك فهو حتما لم يسمع أي حرف بخصوص هيجان البحر ، ولو أنه سمع حرفا تحذيريا أو شاهد مقطعا تنبيهيا لما رأيناه مضطرا إلى إزالة الأحجار والصخور من الشوارع في الصباح الباكر في ظل نوم من يهمه الأمر ومن هو مسؤول عن هكذا أمر . ختاما نسأل الله عز وجل أن يقينا من الكوارث ما ظهر منها وما بطن ونسأله عز وجل ألا يسلط علينا بما فعله السفها ء منا لا تسونامي ولا " ميني تسونامي " ولا غيرهما ، فنحن لا نقوى على تحمل لا هذا ولا ذاك وبنيتنا التحية كذلك وزيادة . فيا سلطاتنا العزيزة نامي نامي ما دمت قد نجوت البارحة من التسونامي