هاجم مسلحون الاثنين شاحنة لنقل الاموال في مدينة سرت الليبية واستولوا على اكثر من 54 مليون دولار، في اكبر حادث سطو في تاريخ هذا البلد الذي يعاني مزيدا من الفوضى وهيمنة مجموعات مسلحة. وحسب وكالة الانباء الليبية فان "شاحنة لنقل الأموال تعرضت لعملية سطو مسلح مساء اليوم الاثنين بمنطقة الغربيات بمدينة سرت من قبل عشرة أشخاص مسلحين استولوا على 53 مليون دينار ليبي (42 مليون دولار) و12 مليونا من العملات الأجنبية". ونقلت الوكالة عن مصدر في مصرف ليبيا المركزي فرع سرت قوله ان الشاحنة "تعرضت إلى اعتداء مسلح من قبل عشرة أشخاص مدججين بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة عند مفترق طريق الغربيات بسرت واستولوا علي مبلغ مالي قدره 53 مليون دينار ليبي و12 مليونا من العملة الأجنبية بين دولار ويورو". واوضح المصدر نفسه ان هذه الاموال كانت وصلت للتو من طرابلس عبر الجو وعند نقلها في الشاحنة الى سرت تعرضت للسطو، لافتا الى ان سيارة امنية واحدة كانت ترافق الشاحنة ولم يتمكن الحراس من مقاومة المهاجمين. ونقلت الوكالة ايضا عن مصادر امنية ان "عملية البحث جارية عن الشاحنة والسيارتين اللتين استخدمهما المهاجمون واللتين تم التعرف على نوعيتهما وأنه يجري تمشيط المنطقة للقبض على الجناة". وفي اتصال مع فرانس برس، اوضح مسؤول محلي انه لا يملك تفاصيل اضافية عن الهجوم، مبديا اسفه لارتفاع نسبة الجرائم في سرت منذ بضعة اشهر. وقال المسؤول الذي رفض كشف هويته ان مصرفين في المدينة تعرضا للسطو في تموز/يوليو، وتمكن المهاجمون من الاستيلاء على نصف مليون دينار ليبي (نحو 400 الف دولار). ولا يزال عشرات الاف المجرمين الذين افرج عنهم العقيد الراحل معمر القذافي في الايام الاولى للثورة المناهضة له في شباط/فبراير 2011، احرارا وقد شكل بعضهم مجموعات مسلحة تنشط في اطار عصابات منظمة مستفيدة من انتشار السلاح وضعف القوى الامنية. من جهتهم، يقوم ثوار سابقون بتهريب المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين ويقوضون جهود السلطات الليبية لبناء اجهزة امنية قادرة على بسط الامن. ومنذ سقوط نظام القذافي، ظلت مدينة سرت التي كانت اخر معقل للعقيد الراحل يسقط في ايدي الثوار في تشرين الاول/اكتوبر 2011 في مناى نسبي عن موجة العنف التي تضرب البلاد بخلاف شرق ليبيا. وفي هذا الاطار، شهدت مدينة بنغازي التي تبعد الف كلم شرق طرابلس سلسلة هجمات في الاشهر الاخيرة خلفت اكثر من مئة قتيل بينهم عسكريون وعناصر في الشرطة وناشطون سياسيون ودبلوماسيون. والاثنين، انفجرت عبوة ناسفة في قاعة للمناسبات الاجتماعية اسفرت فقط عن اضرار مادية. واعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا الاثنين ان الثوار السابقين المنضوين تحت امرتها والذين كان لهم الدور الاساسي بالاطاحة بنظام القذافي، سيعودون لفرض الامن في مدينة بنغازي ابتداء من صباح الاثنين. وخلت بنغازي من الثوار عقب هجوم عدد من المتظاهرين على مقرات قوات دروع ليبيا المنضوية تحت رئاسة الاركان العامة والمتكونة من الثوار في الثامن من حزيران/يونيو الفائت، ما ادى في حينه الى سقوط نحو خمسين قتيلا من الطرفين. وتتألف غرفة العمليات الامنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي من القوات الخاصة في الصاعقة والمظلات ومختلف وحدات الجيش والشرطة اضافة الى عدد من كتائب الثوار التابعة لوزارة الدفاع.