نظمت الجمعية المغربية لعلم السرطان، اليوم السبت بالمحمدية، لقاء علميا خصصته لتقديم أول كتاب علمي مغربي متخصص في هذا المرض لسد الفراغ القائم في هذا المجال. وتطلب تأليف هذا الكتاب الضخم (752 صفحة)، الذي يحمل عنوان "مرجع علم السرطان السريري: المعارف الأساسية والممارسات"، سنتين خصص نصفهما لقراءة وضبط المحتوى. ويتناول الكتاب، الذي شارك في تأليفه 100 مختص، علم السرطان، سواء الأساسي أو السريري، معززا بالصور ويعرض بالتفصيل جميع أنواع السرطان، سواء تلك التي تصيب الصدر أو الجهاز الهضمي أو الثدي والجهاز التناسلي. وأوضح منسق لجنة تحرير الكتاب البروفيسور علي الطاهري أن المؤلف يتوجه لطلبة الطب والأطباء العامين، وكذا الاختصاصيين كمرجع وطني لتشجيع التكوين المستمر وتحسين التكفل بأمراض السرطان، من خلال الجمع بنجاح بين كفاءات ومعارف وجهود الممارسين المغاربة في المجال. واعتبر البروفيسور الطاهري، أيضا الكاتب العام للجمعية المغربية لعلم السرطان، الكتاب إشارة تضامن مع المرضى واعترافا بإسهامات اختصاصيين مغاربة كبار في السرطان، سواء الممارسون حاليا أو الراحلون كالبروفيسور لمياء الكانوني (معهد السرطان بالرباط) التي وافتها المنية عن سن 40 سنة بعد إصابتها بسرطان الثدي. كما وجه محررو الكتاب تقديرا خاصة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى من خلال مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان التي نجحت في وضع مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان (2010-2019)، وكذا إسهاماتها الأساسية في إحداث مراكز جديدة لعلاج السرطان في جميع أرجاء المملكة، فضلا عن إعادة تهيئة وتوسيع المراكز القائمة. ويعتزم مؤلفو الكتاب إصدار طبعة جديدة لهذا المرجع في 2016، بغية تحيين محتواه وتضمينه فصولا جديدة تتعلق بالخصوص بالبيولوجيا الإشعاعية والوقاية من الإشعاع، والعلاقة بين الطبيب المعالج والمريض، وكذا الوقاية التي تظل حتى اليوم السبيل الأمثل للتحصن ضد هذا المرض القاتل الذي يودي سنويا بحياة 7 ملايين شخص عبر العالم ويمس 40 ألف شخص في المغرب سنويا. وتأسست الجمعية المغربية لعلم السرطان سنة 1992 كجمعية ذات أهداف غير نفعية من أجل النهوض بهذا التخصص في المغرب وتضم اليوم في عضويتها أزيد من 400 اختصاصي في السرطان