قالت مصادر إعلامية إن شابا يدعى "محمد الشطاح"، راح ضحية عملية اختطاف واغتصاب وحرق بمدينة مكناس. وفي تفاصيل الحادث تقول جريدة الأحداث التي أوردت الخبر إنه في ظهيرة أحد الأيام من شهر يونيو عام 2012 كان «محمد الشطاح» يعرض سلعه على "فراشة" أمام أحد المساجد بمنطقة «حمرية» في مكناس. كان قد فرغ للتو من أداء صلاة الظهر التي أداها بهذا المسجد ليخرج مسرعا، لاستقبال زبائنه من المصلين الذين يعرض عليهم سلعا متنوعة. في أحد أيام شهر يونيو 2012، حسب ما رواه أخ الضحية، كان أحد المصلين قد خرج للتو بدوره من المسجد بعد أن أدى صلاة الظهر. وقف أمام السلع التي يعرضها «محمد»، فاقتنى منها آلة حلاقة كهربائية "طاندوز"، بعد اتفاق على الثمن، ثم دخل معه في نقاش. سأله عن الأرباح التي يجنيها من تجارته، فكان الجواب الذي لا يفتأ يردده: "كل نهار ورزقو.. ونحمد الله ونشكره". لكن الزبون كان قد اقترح على «محمد» البديل، الذي قال له إنه يمكن أن يجده له. اقترح عليه إمكانية تشغيله في شركة معروفة، لم يعترض «محمد» ولا أبدى رفضا، بل رحب بالفكرة، وشكر لزبونه مبادرته. وبعد هذا اللقاء العابر الذي جمعهما أمام أحد مساجد «حمرية» تبادلا أرقام الهواتف على أمل لقاء قريب، يفي فيه الزبون بوعده، ويجد له العمل الموعود في الشركة. مرت بعض الأيام القليلة، فأعاد الزبون الاتصال ب«محمد» ليسأله لماذا لم يأت في الموعد الذي سبق أن حدداه في أحد المقاهي، لكن البائع أخبره أن مشاغل تجارته هي التي منعته من اللقاء به. سأل الزبون، الذي قال أخ الضحية إنه كان يعمل «جنديا» قبل أن يحال على التقاعد، الضحية عن المكان الذي سيعمل به في اليوم الموالي، فأخبره به. وعند الظهيرة قدم على متن سيارته الخاصة، منتظرا انقضاء صلاة الظهر ليحمل «محمد» معه. عملية قال أخ الضحية إنها كانت عبارة «اختطاف إلى وجهة مجهولة»، لم يكن الضحية يعرفها بعد أن وضع الزبون الذي وعده بفرصة عمل تنتشله من حياة التجول. لكن حين تمكن منه وضع "ضمادة" على عينيه لكي لا يبصر ما يدور حوله، ولا يدري بمعالم المكان الذي تم تنقيله إليه. صرح الأخ أن أخاه الضحية الذي كان قاصرا عند تعرضه للاختطاف والاغتصاب، لا يتجاوز سنه السابعة عشرة، فقد وعيه بمجرد ركوبه سيارة الجندي المتهم، فلم يعد يدري ما يدور حوله، لم يستعد وعيه إلا والمتهم يساومه بقبول ممارسة الجنس عليه مقابل مبلغ مالي وهاتف نقال، أو تعريضه للتهديد والتعذيب. كان «محمد» معصب العينين، مقيد اليدين والرجلين.. وبمجرد محاولته المقاومة، حسب ما صرح به أخوه، كان عرضة لضربتين بسكين على مستوى الفخذين. ومع استمرار رفضه ومقاومته أعاد العصابة إلى عينيه، لكي لا يعرف المكان الذي يوجد فيه، بعد أن ظلت الحقيبة التي كان يضع فيها سلعته معلقة على ظهره. يحكي الأخ «مصطفى الشطاح» أن أخاه روى له أنه كان يحس بسائل يصب على رجليه طيلة رحلة العودة، التي امتطى فيها السيارة من جديد، بعد أن خفف المتهم من القيد البلاستيكي الذي كان يلف رجليه، ليتمكن من الترجل والتحرك صوب السيارة. وعند الوصول إلى مكان خال خلف الأكشاك الموجودة قرب المحطة الطرقية بمكناس حيث تقع المزبلة، رمى الضحية بعد أن أشعل فيه النيران..!! سرت النيران ملتهبة تلتهم المنطقة السفلى من جسد الضحية، وهو يصرخ ويصيح ويحاول المقاومة بعد أن انفك القيد البلاستيكي من رجليه. وعندما أبصره أحد الحراس الليليين توجه إليه رفقة شخص آخر، هو صاحب مقهى، ليعمدا إلى إخماد النيران، ويطلبا سيارة الإسعاف ويخبرا الشرطة لتبدأ رحلة جديدة من معاناة الضحية، لم تنته، رغم وفاته اليوم الخميس 29 غشت . بعد نقل الضحية إلى المستشفى، ربطت عناصر الأمن الاتصال بالأخ تخبره أن أخاه «محمد» وجد مرميا يصارع حروقه. سارع إلى تلبية النداء ولم يتأخر، وعندما وصل إلى المستشفى وقف على حالة أخيه المزرية، حيث كان يصارع آلامه بعد أن فقد الوعي من شدة النيران التي التهمت أطرافه السفلى. من هنا انطلقت التحريات الأمنية. وبعد أيام معدودة كان كلما اقترب منه أخوه ليسأله يردد كلمة واحدة: "التلفون.. التلفون". أدرك الأخ أن الضحية يشير إلى أن رقم المعتدي يوجد بالهاتف. وعندما تسلم الهاتف ضمن أغراض أخرى لأخيه، أطلع رجال الشرطة على الرقم الهاتفي للمتهم المفترض. وبعد إخضاعه للمراقبة والتتبع، تبين أن الرقم الهاتفي يخص شخصا عمل جنديا، قبل أن يحال على التقاعد. وبعد إذن الطبيب المعالج، تم عرض المتهم على الضحية رفقة أشخاص آخرين في مثل سنه، فتمكن من تحديد هويته والتعرف عليه، ليشير إلى أن الجندي المتقاعد هو من تسبب له فيما يعاني. كان الاقتناع قد ترسخ لدى الضابطة القضائية في أمن مكناس أن الجندي المتقاعد هو المتهم المفترض الذي نفذ اختطاف واغتصاب وحرق الضحية «محمد الشطاح»، ومع انتهاء التحقيق الأمني، تمت إحالته على الوكيل العام في استئنافية مكناس، حيث قررت النيابة العامة اعتقاله، وإحالته على السجن. لكن المفاجأة أتت، حسب أخ الضحية، بإحالة القضية على قاضي التحقيق الذي قرر تمتيع المتهم بالسراح. ........................ الصور :