يروى ان مبشرا وقع بين أيدي إحدى القبائل المدمنة على أكل لحوم البشر، فارتعد خوفا منهم ، إلا أن رجلا منهم كان يحمل كتابا اقترب منه وقال له: - لا تخف فلقد تطورنا كثيرا ...فانا مثلا خريج جامعة هارفارد الأمريكية ... وأتقن جميع اللغات ، وقد وصلتنا الحضارة منذ زمن ليس باليسير !! فقال له المبشر : - وهل يعني ذلك أنكم ستركونني حيا وأنكم لن تأكلونني كما هي عاداتكم مع بني البشر فرد عليه أخونا " المثقف " : - لا .. لا لم أقصد ما فهمت من تطور ، لكننا في السابق كنا نطبخكم على الحطب، أما اليوم فقد تطورنا وصرنا نطبخكم على الغاز . تذكرت هذه القصة أو النكتة وأنا أتابع حيلا جديدة تبتكر لمص دماء هذا الشعب ممن أسماهم الوزير الأول رضي الله عنه وأرضاه وتغمده وحزبه بواسع رحمته بالعفاريت والتماسيح ، فقلت في نفسي بعد التذكر ، ما أشبه حالنا مع " التماسيح والعفاريت " بحال هذا المبشر مع آكلي لحم البشر . وبالمثال يتضح المقال ، فالبارحة خوات لينا البوطاغاز ، وحين ذهبت للبقال باش نعمرها ، وجدت شيخا بلغ من الكبر عتيا ، حاله كحالي " خوات ليه البوطا حتى هو ، ومن غير سلام أو إعلام قال لي : هاذ العفاريت آولدي ، باش ما يجبدوش النحل على ريوسهوم ، ما زادوش فثمن البوطا هاذ العام حيث خافو الشعب لا ينوض ليهم ...ولكن راهم مطورين وما يقد عليهم غير اللي خلقوهوم ...مازادوش في الثمن ولكن راه نقصو لينا من الغاز اللي في البوطا . تأملت في قوله جيدا ، ثم رفعت " البوطا " على كتفي وأنا أتمتم بيني وبين نفسي بكلمات كان مفادها : عاد عرفت علاش الناس ديال الرباط كايجيهم الضو غالي مباشرة بعد انتهاء موازين ... القضية فيها التطور والتقدم .