يعتبر كورنيش "صباديا" بالحسيمة، الممتد على مساحة تناهز الكيلومترين، أحد الفضاءات الجذابة التي تقصدها شريحة واسعة من سكان المدينة بعد صلاة التراويح للترفيه والاستمتاع بجمالية المكان في ليالي رمضان ومنذ الانتهاء من أشغال تهيئة الكورنيش، الذي يتوفر على شاطئ يعد إحدى جواهر البحر الأبيض المتوسط، أضحى هذا المكان قبلة مفضلة للسكان وفضاء مميزا للالتقاء سواء بالنسبة للأصدقاء أو للعائلات وذلك بالنظر إلى مقوماته الجمالية الساحرة. وقال مندوب وزارة الثقافة بالحسيمة كمال بنليمون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه "قبل سنة 2007 كان الكورنيش يتوفر فقط على مسلك غير معبد صعب الولوج ... وأن تهيئته كانت حلما لمجموع ساكنة الحسيمة"، مشيرا إلى أن هذا المشروع المهيكل ساهم في إحداث تغيير جذري في البنية الحضرية للمدينة. وأضاف أن تنفيذ هذا المشروع مكن أيضا من تطوير مجموعة من السلوكيات والعادات وطريقة العيش لدى السكان، مسجلا أن الأمسيات الفنية والثقافية التي تنظم بالهواء الطلق أضحت موعدا يتجدد كل يوم لفائدة شباب المدينة. وإذا كانت شرائح مهمة من السكان تفضل التوجه إلى الكورنيش بعد صلاة التراويح، فإن شرائح أخرى تقصده قبل أذان المغرب لممارسة رياضتها المفضلة والاستمتاع بالهواء النقي والمناظر الطبيعية التي تميز هذا الفضاء الجذاب. وبالنسبة لأحد رواد الكورنيش، فإن هذا الفضاء يعد أحد المتنفسات القليلة بالمدينة، فهو لا يجذب فقط سكان الحسيمة بل أيضا سكان المناطق المجاورة على غرار إمزورن وبني بوعياش وتمسمان والرواضي بل أيضا الدريوش والناظور. وأضاف أنه فضلا عن توفر كورنيش "صباديا" على عدد من المرافق والتجهيزات التي يحتاجها الرواد كموقف السيارات والمقاهي والمطاعم وغيرها، فإن الفضاء معروف كذلك بنظافته وبتنظيمه فضلا عن توفر الجانب الأمني من خلال تواجد عدد من العناصر الأمنية التي تسهر على أمن المواطنين وعلى تنظيم حركة السير. وكعادتها في كل رمضان، فإن المقاهي المتواجدة بالكورنيش تعبئ عمالها وتنوع منتوجاتها لكسب ود الزوار الذين يزداد عددهم خلال ليالي هذا الشهر المعظم والاستجابة لطلباتهم المتنوعة. غير أن المشكل الوحيد الذي يعاني منه هذا الفضاء يكمن في كونه لا يتوفر إلا على موقف واحد للسيارات وهو ما يفرض على الرواد التوافد مبكرا بحثا عن مكان لركن السيارة في ظل محدودية الطاقة الاستيعابية لموقف السيارات الموجود. يشار إلى أن تهيئة كورنيش صباديا، التي تطلبت غلافا ماليا بقيمة 34 مليون درهم، كانت موضوع اتفاقية وقعت في يونيو 2007 بين المديرية العامة للجماعات المحلية ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم وعمالات الشمال، والعمران، وبلدية الحسيمة.