أغلب الناس يتصورون خطأ أن عصير الفواكه مفيد للصحة. ويدعمهم أخصائيي التغذية في هذا الخطأ. بالنسبة لهؤلاء "الخبراء"، يعتبر كوب من العصير مثل حصة فواكه. هذا ليس خطأ فقط : إنه خطر. لأن عصير البرتقال يحتوي من السكر بمقدار ما تحتويه الكوكاكولا، مع نفس التأثيرات الكارثية على الصحة. يعتبر الباحثون في جامعة هارفرد المشروبات المحلاة (الصودا وعصير الفواكه) مسؤولة عن 133000حالة وفاة بالسكري، 44000 ألف حالة وفاة بأمراض القلب والشرايين و6000 حالة سرطان. لأن السكر هو العدو رقم 1 للصحة. يستهلك الناس اليوم من السكر أكثر من 17 ضعفاً مما كانوا يستهلكون في القرن التاسع عشر. وكما لو أنها صدفة، هذه العادة الجديدة تطابقت مع الزيادة المفزعة في البدانة، السكري وتقريباً كل الأمراض الحديثة.
الأسوأ هو الفركتوز الذي نجده في الحلويات وفي المنتجات المصنعة تحت اسم "شراب الذرة" أو "شراب الفركتوز". بالنسبة للسكر العادي المؤلف من 50% فركتوز و50% غلوكوز، يجب أن نعرف أنه الغذاء المفضل عند... الخلايا السرطانية ! كلما استهلكتم سكر أكثر، كلما خاطرتم أكثر بالإصابة بالسرطان...وبتغذيته.
لهذا يجب أن تحدوا من استهلاك السكر إلى أقصى حد، بما فيه عصير الفواكه، حتى لو كان معصوراً في المنزل. ولا تظنوا أن تناول فاكهة كاملة يعادل شرب عصير الفواكه. أولاً لأن العصير يمنعكم من أن تقدّروا كمية السكر التي تتناولونها. أتعرفون أن كوباً واحداً من عصير البرتقال يحتوي على سكر برتقالتين ؟ وأنه لتحضير ليتر واحد من العصير، يلزمكم من 2 إلى 3 كلغ من البرتقال ؟
كما أن ألياف الفواكه لديها خاصية إبطاء انتقال السكر للدم. عندما تتحول الفاكهة إلى عصير بدون ألياف، ترفع بشكل مفاجئ مستوى السكر في الدم وتجبر البنكرياس على ضخ كمية كبيرة من الأنسولين لإعادة التوازن.
النتيجة : في خلال ساعتين، يحدث انخفاض للسكر في الدم. وهذ هو السبب في نوبة الجوع الشهيرة بين الساعة 10 و 11 صباحاً، بعد وجبة فطور غنية بالسكر. وفي خلال بضعة أشهر، يزداد وزنكم... وبعد بضعة سنوات، يصيب التلف مجموع الخلايا. هذا هو تأثير السكر "السريع" على جسمكم.