أفادت تقارير بأن قائد السيارة الفيراري، التي تحطّمت صباح الأحد 6 مارس/ آذار 2016 في دبي وتسببت في مقتل الركاب الأربعة الذين كانوا بداخلها، كان مخموراً ومسرعاً عندما وقع الحادث. وقُتل قائد السيارة البالغ من العمر 24 عاماً، وهو الملاكم الكندي كودي نيكسون مع صديقه جايمس بورتيوندو البالغ من العمر 27 عاماً، كما قتلت فيكتوريا ماكغراث وصديقتها بالغرفة برسيلا بيريز توريس، وكلتاهما تبلغان من العمر 23 عاماً وكانتا تدرسان بجامعة نورث إيسترن بحسب تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. كانت ماكغراث واحدة من المائتين وستين شخصاً الذين أصيبوا خلال الهجوم الإرهابي الذي وقع في ماراثون بوسطن في أبريل 2013. وكانت ماكغراث وصديقتها توريس تتجهزان للتخرج من الجامعة في مايو القادم. وقال المستشار صلاح بو فروشة، رئيس نيابة السير والمرور في دبي، إن نتائج الاختبار توضح أنهم كانوا جميعاً مخمورين، كما قالت صحيفة The National UAE الإماراتية والتي تصدر بالإنجليزية، إن الشرطة حصلت على صور من كاميرا مراقبة بالفندق توضح أن الأربعة ركبوا جميعاً بالسيارة ثنائية المقاعد وانطلقوا. وأفاد شهود العيان الذين تصادف وجودهم بموقع الحادث أن السيارة كانت تسير بسرعة تتجاوز 90 ميلاً في الساعة. غير أن الشرطة لا تزال في انتظار التأكيد على السرعة الفعلية التي كان السائق يقود بها. وتسببت أخبار الحادث في حالة حزن شديدة وصلت حد الانهيار عند "جايمس بلورد"، رجل الإطفاء الذي التقطته عدسات الكاميرا عندما كان يحاول إنقاذ ماكغراث خلال الماراثون. وقال بلورد في تصريح لصحيفة بوسطن غلوب الأميركية "إنهم يقولون أنني أنقذت حياتها، ولكن الحقيقة أن فيكتوريا هي التي أنقذت حياتي بعد الحادث، فالحب والدعم والصداقة التي قدمتها ساعدتني أنا وعائلتي على تجاوز المحنة التي حدثت في أبريل 2013". وكانت ماكغراث وتوريس تستعدان للسفر إلى "بالي" بإندونيسيا هذا الأسبوع لاستكمال إجازة الربيع، وذلك وفقاً لما أكدته ابنة عم توريس. وقالت الأم المكلومة جيل ماكغراث، إن الأسرة لم تستفق بعد من صدمة فقد ابنتهم. وكان نيكسون نشر صورة له يوم السبت على موقع "إنستغرام" ظهر فيها بجوار سيارة فيراري صفراء، ويصحبها وسمٌ يوضح موقعه في "صحراء دبي" وكتب تحتها تعليقاً قال فيه "حصلت للتو على السيارة الفيراري، لا تقلقوا لن أتجاوز السرعة". ووقع الحادث عندما اصطدمت السيارة التي استأجرها نيكسون قبل الحادث بقليل، بأحد أعمدة الإضاءة في منطقة أبراج جميرا. وكان نيكسون قد شارك في بطولة الملاكمة الكندية في عام 2012 ممثلاً عن مقاطعة أونتاريو الكندية. وتسبب الحادث في تطاير الركاب الثلاثة الآخرين خارج السيارة. وفي عام 2013، كانت ماكغراث، التي تعيش في مدينة وستون بولاية كونيتيكت، على بعد خمسة أقدام من خط النهاية لماراثون بوسطن عندما انفجرت قنبلة استهدفت الماراثون، ما أدى إلى إصابة ساقها جرّاء الشظايا المتطايرة. وأنقذ ضابط الجيش المتقاعد بروس مندلسون حياة الفتاة في ذلك اليوم عندما ربط ساقها بقطعة من القماش من أجل إيقاف النزيف، ثم حملها بأمان أحد رجال الإطفاء بمدينة بوسطن. وانتشرت الصورة التي ظهر خلالها رجل الإطفاء وهو يحمل الفتاة المصابة لتصبح صورة رمزية للأحداث المأساوية التي وقعت في ذلك اليوم. وقد قابلتهما الفتاة خلال فترة استشفائها من الإصابة بمركز "طافتس" للرعاية الطبية.
تسبب الهجوم في ضرر بالغ الخطورة بأعصاب القدم لماكغراث، لكنها قالت فيما بعد أنها "محظوظة" لأنها تعافت من إصابة بالغة الخطورة. وكانت الفتاة صرحت لبرنامج Today الأميركي الشهير بعد أسبوع من إصابتها قائلة "إنني أظل مستلقية على السرير في كل ليلة وأفكر في الأمر، فثمة أناس آخرون أعرفهم فقدوا سيقانهم، ولا أدري لماذا حالفني الحظ في هذا الحادث". وبعد فترة علاج طويلة، عادت الفتاة لمواصلة دراستها، حيث كانت تدرس إدارة الأعمال والمحاسبة. وكانت الطالبة النجيبة التي تتحدث لغتين تقضي إجازتها عندما وقع ذلك الحادث المأساوي. في تصريحات لشبكة NECN، قالت والدة ماكغراث التي تعمل إدارية بشركة IBM "إننا مصدومون ومكلومون وغير مصدقين لما حدث". وكانت كل من ماكغراث وصديقتها توريس، القادمة من بلدية "جواينابو" ببورتوريكو، طالبتين بالدفعة التي من المنتظر أن تتخرج من الجامعة في 2016. وقال رئيس جامعة نورث إيسترن في البريد الإلكتروني الذي أرسله إلى مجتمع الدراسة بالجامعة "كانت فيكتوريا وبرسيلا محببتين وممتلئتين بالنشاط والحياة، وفقدهما سوف يسبب حزناً كبيراً في مجتمعنا وفي قلوبنا". كما ذكر موقع Boston.com "إنهما كانتا من ذوي القلوب الطيبة، وكانتا امرأتين نجيبتين ينتظرهما مستقبل باهر". وأرسل الناجون بتفجير بوسطن، الأصدقاء والعائلات والمشاركون بالماراثون، تعازيهم إلى عائلة من قالوا عنها "الروح الجميلة". وفي نفس السياق، تحدث الأخوان جي بي نوردين وبول نوردين، اللذان فقد كل منهما ساقه خلال الهجوم الإرهابي، عن اللحظات الخاصة التي قضوها مع الفتاة باعتبارها أحد الناجين. وقال الأخوان في منشور شاركاه على صفحة الناجين من التفحير "الحياة تتغير في لحظة... نحن نعلم تماماً هذا الأمر. كل هؤلاء الذين نجوا من تفجير ماراثون بوسطن الذي حدث في 15 أبريل 2013 يربطهم نوع خاص من الروابط... قلوبنا وجلة للغاية هذه الليلة بعد أن سمعنا أن إحدى الناجيات فقدت حياتها في حادث سيارة". وأضافا قائلين "قلوبنا تتوجه بالدعاء من أجل عائلة فيكتوريا ماكغراث البالغة من العمر 23 عاماً. تلك الروح الشابة الجميلة التي يملؤها النشاط رحلت عن دنيانا سريعاً". كما قال أحد أبطال تفجير بوسطن، كارلوس أريدوندو، الذي كان يجذب الضحايا نحو الجانب الآمن ويساعد المصابين، في تصريحات لشبكة NECN أنه يعرف ماكغراث لأنه كان يحضر تجمعاتٍ ينظمها الناجون. وأضاف أريدوندو "أتقدم بالعزاء من كل قلبي لعائلتها وأصدقائها. كانت دوماً إنسانة طيبة مع الجميع واليوم سنفتقدها جميعاً". وقال مركز "طافتس" للرعاية الطبية، حيث قضت ماكغراث فترة طويلة لتلقى العلاج "قلوبنا تتألم من أجل عائلة وأصدقاء فيكتوريا ماكغراث التي عاشت معنا فترة من قبل. فقد أثرت على كل من عرفوها تأثيراً لا يمكن أن يزول أبداً".