نعترف من البداية أن الحياة الجنسية للإنسان تتستم بشئ من التعقيد، بل ربما توجد هفوات جنسية تختلف وتزيد بكثرة نكهات الطعام، وطبيعة تذوقنا للأطعمة، وأيضا تختلف باختلاف البلد وتتغير من فرد لآخر من يوم إلى يوم. لذا تبدو محاولة وصف الحياة الجنسية "الطبيعية" للفرد دربا من الحماقة، نظرا لاستحالة رصد إحصائية واحدة لما يشعر به الناس جميعا، نظرا لوجود هذا التنوع الكبير. وتبحث بي بي سي "فيوتشر" المتاح من البيانات بغية تكوين صورة عن الانتشار الكامل لطبيعة النشاط الجنسي، بدءا من عدد المرات التي نحتاج إليها إلى ممارسة الجنس، إلى ما الذي نفعله أثناء العلاقة الحميمة نفسها. ولسنا بحاجة إلى التأكيد على أن ذلك يجرى بنوع ينطوي على الحرص الشديد، لأن الدراسات المتعلقة بالسلوك الجنسي غير موثوق بها، ناهيك عن كون الحديث بشأن الجنس ما زال من المحرمات، وقد لا يفصح المشاركون في الحديث عن الحقيقة كاملا، أو على النقيض، قد يشعرون بالحاجة إلى تجميل إجابات تشوبها الفجاجة. ولا تعتبر هذه الاحصاءات كتابا مقدسا، لذا ينبغي أن تقرأ كمؤشر عام، وأن ينظر إليها كدليل متاح في الوقت الراهن عن تنوع الحياة الجنسية في القرن الحادي والعشرين. ومن الصعب تحديد إحصاء يرصد الميول الجنسية: فتقديرات المثلية الجنسية تتباين من واحد في المئة إلى 15 في المئة اعتمادا على من يطلب، وكيف يطلب، وإذا كان هناك اهتمام بالجاذبية أم السلوك أم الهوية.
وعلى الرغم من ذلك تشير بعض الدراسات الحديثة من شتى أرجاء العالم إلى أن بعض الناس تنعدم لديهم الرغبة الجنسية تماما (ولا يعني ذلك أنهم لم ينخرطوا في علاقة). فمثلها كمثل الميول الجنسية الأخرى، لا تتوافر معلومات محددة عن حجم انتشارها (فمعظمها يحوم حول نسبة واحد في المئة) لكن ثمة نمو لحركة الفخر بانعدام المشاعر الجنسية. سلوك جنسي هناك اعتقاد خاطئ بأن معظم حالات ممارسة الجنس على نحو عرضي تنطوي على أناس قابلناهم فقط في حياتنا، فتأخذ (الرغبة) الجنسية أشكالا كثيرة، ومن النادر إقامة علاقة جنسية لليلة واحدة مع مجهول، وهو ما أشارت إليه دراسة أمريكية أجريت عام 2009. (وعلى الرغم من كون ذلك يختلف قليلا بالنسبة للشباب في سن المراهقة والعشرينيات من العمر، فإن الأرقام لا تختلف بالنسبة لمن تتجاوز أعمارهم سن الستين). بعبارة أخرى تكون "معقدة" بالنسبة لنحو 50 في المئة من السكان. تعتمد هذه البيانات على دراسة أمريكية بعنوان (الجنس على مستوى العالم)، شملت ما يربو على 50 ألف مشارك تتجاوز أعمارهم 18 عاما. وعلى الرغم من تراجع عدد مرات ممارسة الجنس مع التقدم في العمر، فذلك لا يعد تراجعا كما تتصور. فقد توصلت دراسة حديثة شملت كبار السن (متوسط أعمارهم 70 عاما) إلى أن 50 في المئة على الأقل كانوا يمارسون الجنس أكثر من مرتين خلال الشهر، وأن 11 في المئة كانوا يستمتعون بممارسته كل أسبوع.
وتعتمد هذه الأرقام على دراسة مجهولة الاسم شملت نحو ألفي شخص تراوحت أعمارهم بين 18 و 59 عاما في الولاياتالمتحدة، طلب منهم الإجابة عن سؤال يكشف سلوكهم في آخر مرة مارسوا فيها الجنس. وعلى الرغم من رصد تكرار ممارسة المثليات جنسيا على نحو أقل مقارنة بالمثليين أو الأزواج مغايري الجنس، يبدو أن في هذه الحالة القلة تعني زيادة مدة الممارسة الجنسية، بحسب دراسة منشورة على الإنترنت في كنداوالولاياتالمتحدة. وثمة افتراض عام بأن النساء فقط هن من يزيفن شعورهن بالوصول إلى حالة النشوة الجنسية، لكن دراسة أمريكية حديثة توصلت إلى أن عددا كبيرا نسبيا من الرجال أيضا يتظاهرون بوصولهم إلى ذروة الاستمتاع الجنسي عند مرحلة معينة خلال ممارسة نشاطهم الجنسي. والسبب في ذلك هو عدم الشعور بالرضا عن الحالة المزاجية، وهو شعور تصاحبه رغبة كامنة في عدم إزعاج الشريك. وعلى الرغم من حقيقة التظاهر بالمشاعر، فهناك 20 في المئة من الرجال يعتبرن أن الشركاء سيفعلون نفس الشئ.