أكد تقرير حديث أن الاستثمار في التقنية المتقدمة بات رهاناً أكثر أماناً للوصول إلى عوائد وإيرادات وأرباح وإنتاجية أكبر، كاشفا أن سر نجاح “أمازون” و”جوجل” و”مايكروسوفت” وغيرها من الشركات الكبرى هو الاستثمار في التقنية، ولكن مع وجود أنواع مختلفة من الإنفاق على خدمات تكنولوجيا المعلومات. ميزة تنافسية ووفقا للتقرير الذي نشرته “وول ستريت جورنال”، فإنه خلال العقود الأولى من ثورة الحواسب الشخصية، كانت معظم الشركات تشتري أجهزة وبرمجيات جاهزة، ثم بعد ظهور الحوسبة السحابية، لكن تلك الشركات تحولت إلى الخدمات الخاصة التي تعرضها كيانات مثل “أمازون” و”جوجل” و”مايكروسوفت” بشكل جاهز. احتكار التكنولوجيا وعلى رغم أنه كان للمحللين عدة تفسيرات لذلك من بينها تولي مديرين بارزين للشركات الكبرى والأتمتة وهوس الدمج والاستحواذ وضعف الإجراءات التنظيمية وغيرها. لكن التقرير أوضح أن الميزة التنافسية الرئيسية وسر التفوق تكمن في أن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات يعتمد على توظيف مطورين وابتكار برمجيات تمتلكها وتستخدمها تلك الشركات الكبرى حصرا. وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا مثل “جوجل” و”فيسبوك” و”أمازون” و”آبل” وشركات في قطاعات أخرى مثل “جنرال موتورز” و”نيسان” و”فايزر” دشنت برمجياتها الخاصة على أجهزتها بدلا من الاعتماد على مصادر خارجية. مبينا أن النتيجة كانت أن الاقتصاد الحديث والمشكلات المحيطة بهذا الاقتصاد هي عدم المساواة في الدخل في تلك الشركات فضلا عن وجود هيمنة من نوع آخر واحتكار للتكنولوجيا والمزيد من التوسع. فجوة الإنتاجية ولفت التقرير إلى أن إنفاق الشركات الكبرى في تكنولوجيا المعلومات لا يقتصر على الولاياتالمتحدة فحسب، بل يمتد إلى ما يقرب من 25 دولة أخرى، وهناك فجوة تتسع باستمرار في نمو الإنتاجية بين الشركات الأعلى أداء ونظيراتها الأقل. مؤكدا أن فجوة الإنتاجية باتت ترتبط بزيادة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في تلك الشركات الأمريكية. وبين أن الشركات في عام 1985 أنفقت ما يقرب من 7% من صافي استثماراتها على البحث والتطوير في تكنولوجيا المعلومات. لكن صافي استثمارات الشركات الأمريكية في المتوسط ارتفع في 2016 إلى 24%، وهو ما اقترب من 250 مليار دولار تقريبا في عام واحد، ويكاد يقترب ذلك من نفقات البحث والتطوير والنفقات الرأسمالية. فجوة الأجور وكشف التقرير أن هناك أيضا ارتفاعا في فجوة الأجور منذ عام 1978 وذلك نتيجة زيادة إنتاجية الشركات الكبرى عند المقارنة بالشركات الأقل إنتاجية. بيد أنه عندما طُورت تقنيات جديدة في الماضي، انتشرت سريعا في العديد من الشركات بحيث كان ذلك كافيا لارتفاع الإنتاجية في صناعات عدة. مبينا أنه منذ 20 عاما، كان يمكن لشركات أن تسير على خطى “مايكروسوفت” وتطور “أوفيس” مشابها أو برمجيات أخرى مماثلة الأمر الذي ربما يعطل نمو الشركات الأخرى التي لم تتبن التكنولوجيات الجديدة، ولكن ذلك لم يحدث بشكل ملحوظ. الذكاء الاصطناعي وأكد التقرير أن التكنولوجيات الحديثة للشركات الكبرى اعتمدت على مهندسين وعمال ومطوري أنظمة ومبرمجين ونماذج أعمال بنيت حول هذه الشركات فعلى سبيل المثال، عند الحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها “فيسبوك”، يمكن لمنصات تواصل اجتماعي أخرى مثل “سناب شات” أو “تويتر” نسخها، ولكن الشركتين لا يمكنهما الاطلاع على كافة الجوانب التي تجعلهما يطوران تكنولوجيا مطابقة. أما “أمازون”، يمكن تأسيس عمل يستخدم خدماتها للحوسبة السحابية، لكنها غير متاحة لشركات أخرى. وأشار التقرير إلى أن الإنفاق على التكنولوجيا لا يشكل “مربط الفرس” فقط من جانب الشركات الكبرى المتوقع استمرار نمو أنشطتها وتوسعها عالميا، بل إن الفكرة في أن هذه التكنولوجيا نفسها تتفوق على نظيراتها، وبالتالي، أصبح هناك سباق ليس في الإنفاق بل في التطوير. لكنه أكد أن الإنفاق على تقنيات فريدة أفضل من نظيراتها يمثل ميزة تنافسية للشركات الكبرى، وربما يكون ذلك بمثابة تفسير لحالة الهوس في أنشطة الدمج والاستحواذ التي تنتاب البعض منها.