كباقي دوراته الماضية ، يواجه مهرجان موازين في نسخته الثانية عشر معارضة شديدة تتعلق بتوقيته وميزانيته وضيوفه والجهة المنظمة له ، إذ اعتبر عديدون أن المهرجان الذي سينطلق ابتداء من يوم الجمعة المقبل، بعدد من فضاءات ومنصات مدينة الرباط ، لا يمت إلى المغاربة بصلة ، ولا يساهم إلا في تكريس ثقافة الريع وتبذير أموال طائلة في زمن يحتاج فيه المغرب إلى تلك الأموال لبناء مشاريع هادفة تخرج البلد من أنياب الأزمة الاقتصادية التي تتربص به . ورأى آخرون عكس ذلك ، إذ اعتبروا المهرجان فرصة سنوية للحد من البطالة ، ومناسبة لا تعوض للترويح عن النفس في مدينة يكاد يخنقها دخانها .. الشعب يريد إسقاط موازين وفي الوقت الذي أكدت فيه جمعية مغرب الثقافات، المنظمة لمهرجان موازين أن الدورة الثانية عشر ستتميّز عن الدورات السابقة باللون الشبابي الذي سيطغى عليها، وبحضور مكثف للفنانين المغاربة ، تعالت أصوات داخل القارة الزرقاء رافضة تنظيم هذا المهرجان شكلا ومضمونا ، باعتباره أداة هدر للمال العام وإسرافا له بغير وجه حق . و طالبت صفحات فايسبوكية بوضع حد نهائي لهذا المهرجان ، لأنه لا يعدو حسبها أن يكون" وجها من أوجه الفساد والاستبداد " ، وفي هذا السياق قال مشرفون عن صفحة تحمل اسم " الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين " ، إن موازين يمارس عدة جرائم منها " هدر المال العام وتبديد موارد البلاد " و " ابتزاز الفاعلين الاقتصاديين وتحويل دعم موازين إلى بوابة إجبارية للإسثتمار بالمغرب خارج القانون " و" ضرب الشفافية كقيمة من خلال الإبقاء على سرية المبالغ التي تخصصها كل جهة داعمة "، وكذا " غياب المعلومة في تعويضات الفنانين و العقود المبرمة مع الشركات المحظوظة التي تستفيد من ريع التنظيم " . واستنكر منسقوا هذه الحملة تجاهل موازين " للظرفية المالية والاقتصادية الخانقة التي يمر منها المغرب واستمراره في التبذير الفاحش للمال على فعل لا يدخل ضمن أولويات الشعب المغربي" . وأعاب هؤلاء على جمعية مغرب الثقافات المنظمة لمهرجان موازين ، تحولها إلى " مؤسسة ربحية ضدا على ظهير 1958 من خلال اغتناء منظميها بطرق ملتوية وباعثة على الشبهة " ، وكذا إصرارها على تنظيم المهرجان في" ذروة الاستعداد للامتحانات مما يؤدي بعدد من المراهقين واليافعين إلى هدر مجهود سنة كاملة من التحصيل العلمي". الشعب يريد... موازين وفي المقابل برزت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى إنجاح هذا المهرجان باعتباره بوابة حقيقية للانفتاح على ثقافات متعددة ، ومصنعا يُشغّل أكثر من 40 شركة و3000 شابة وشاب في مهن مختلفة ، ومدرسة لتعلم أدب الاختلاف مع الآخر . واعتبر ثلة من الفايسبوكيين المغاربة أن مهرجان موازين تمليه ضرورات ثقافية وحاجات شعبية ، وقالوا في هذا السياق أنه ما دام هذا المهرجان " يحقق نوعا من السرور ويمنح بعضا المتعة والفرح لمتابعيه، ويرسم البسمة والفرحة على شفاه ووجوه الناس، فإن كل الدعوات التي تنادي بإلغائه لن تكون إلا دعوات مغرضة لا تريد لهذا الشعب إلا العيش بين البأس والبؤس ". ووصف آخرون تعليق الفشل الدراسي على شماعة موازين بالحجج الواهية ، ودعوا إلى تجريب تنفيس ضغوط الاستعداد للامتحانات والتخلص منها بالحضور إلى سهرات موازين للوقوف عن كثب على حقيقة الدعوات " المغرضة " التي تستهدف هذا المهرجان . واستند فايسبوكيون في معرض دفاعهم عن مهرجان موازين بتصريحات قديمة وأخرى جديدة لعزيز داكي المدير الفني للمهرجان ، تؤكد في مجملها على التمويل الذاتي للمهرجان من خلال الحصول على موارد خاصة عن طريق القطاع الخاص ونظام بيع التذاكر ، وأن المهرجان استطاع خلق نموذج اقتصادي خاص استغنى به عن دعم جهات عمومية . وأجمع هؤلاء على استعدادهم للانضمام إلى الحملات والصفحات المناهضة لمهرجان موازين ، وقالوا أنهم سيعملون على إلغاء المهرجان إذا تم "استقدام الفنانين وغابت الجماهير عن المنصات لتتركها خاوية على عروشها " . و PSY يخلق السخرية وينال احترام الجميع وخلف اعتذار الفنان الكوري PSY صاحب أغنية «غانغام ستايل» الشهيرة عن إحياء حفل اختتام مهرجان موازين بسبب تزامن المهرجان مع ضرورة حضوره رفقة عائلته لأكبر حفل وتجمع ديني تشهده كوريا ، نقاشا كبيرا في صفوف الجماهير " الفايسبوكية " التي انقسمت حول هذا الاعتذار المفاجئ إلى فريقين أحدهما ساخر و" متشفي " في إدارة موازين ، والآخر متفهم لسبب الغياب ومتأسف عنه في نفس الوقت . وكتبت صفحة " تقشاب سياسي " تعليقا على هذا الموضوع " موازين ينطلق الجمعة وPSY غائب بسبب التزام ديني " ، ودعت على لسان " با قشوب " إلى احترام " رجب وشعبان ورمضان والطلبة ليدوزو الامتحان " . وتحت عنوان " منظمو موازين لا دين لا ملة " ، وضعت صفحة الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين مقارنة بين PSY وبين منظمي المهرجان جاء فيها " PSYيغيب احتراما لمناسبة في دينه تصادف توقيت المهرجان ، ومنظمو المهرجان يعلنون انطلاقه يوم الجمعة عيد المسلمين " . ورأى العديد من الفايسبوكيين المغاربة المؤيدين لموازين والمعارضين له في اعتذار صاحب «غانغام ستايل» عن الحضور لمهرجان موازين بسبب التزامه بمناسبة دينية تزامنت مع وقت إحياء حفل ختام المهرجان ، فعلا يستحق التقدير والاحترام ، وسلوكا يضرب به المثل لبلد أمسى فيه الالتزام " الديني الحقيقي " قاب قوسين أو أدنى من الأفول .