قد يبدو الأمر غريباً لكن يوجد هنالك نقص بالسائل المنوي حول العالم في الوقت الحالي، إذ زاد معدل النساء اللواتي يرغبن بالإنجاب من خلال التخصيب المخبري، ويبدو بأن عيادات الخصوبة لا يمكنها مواكبة الطلب المتزايد. وصلت الأمور لدرجة قامت بها الحكومة البريطانية بتخصيص بنك وطني للتبرع بالسوائل المنوية، لكنها أيضاً لم تتمكن من الحصول على الكمية الكافية للطلب، لتبدأ الإعلانات عبر محطات الإذاعة لتشجيع الرجال للتبرع. كما تبين وجود نقص بعيادات التخصيب في الولاياتالمتحدة الأميركية والصين ونيوزلندا وإسرائيل، وهذا يعد خبراً ساراً بالنسبة لشركة " Schou" التي قامت على مدى 30 عاماً بتأسيس عملها في تصدير السوائل المنوية حول العالم. إذ تقوم هذه الشركة بتشغيل "Cryos International" وهو أحد أكبر بنوك السوائل المنوية في العالم/ الواقع في منطقة أرهوس الدنماركية، ويقوم هذا البنك بإرسال السوائل الموجودة لأكثر من 80 دولة، وقد ولد أكثر من 27 ألف طفل من متبرعي هذا البنك. قد تعد هذه التجارة غريبة، لكنها بالتأكيد مربحة إن تمت بالطريقة الصحيحة، إذ قامت شركة " Schou" بتوظيف 1000 متبرع، يقبضون ما بين 15 إلى 76 دولاراً أميركياً على كل عينة/ وعند فحص هذه العينات وتجهيزها مخبرياً، يتم بيع العلبة الواحدة بحوالي 45 إلى 1137 دولاراً، وفقاً لقوة الحيوانات المنوية وتبعاً لصحة الشخص المتبرع وملفه. ويقول أولي تاشو، مؤسس شركة " Schou" إن "ما يقارب 50 في المائة من الطلب يأتي من النساء العازبات، ونتوقع أن تزيد هذه النسبة إلى 70 في المائة الأعوام الخمسة القادمة،" ويضيف "المشكلة بالنقص تأتي من قلة المتبرعين الذين يتحمل سائلهم المنوي التجميد والتخزين، وهي نسبة تبلغ 10 في المائة فقط ممن هم مستعدون للتبرع." وأضاف الخبراء بأن قوانين الدول بمجال التبرع قد تحد من قدوم المتبرعين، مثل بريطانيا، التي تنص قوانينها على عدم إخفاء هوية المتبرع، مما قد يمنع بعض الرجال من القدوم والتبرع، بالإضافة إلى أن زيادة التكاليف المرتبطة بالتحاليل الطبية يمكنها أن تقلل من فعالية هذا السوق وتساهم في تخفيض نموه.