أعلن باحثون من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، قبل قليل، اكتشاف "أعظم" سر حول كوكب المريخ، من خلال عرض نتائج دراسة تثبت وجود ماء سائل تحت سطح الكوكب المتجمد. وأضافت الوكالة أن هناك دلائل على وجود أراض منحدرة على الكوكب الأحمر، كما أن العلماء لاحظوا لأول مرة عام 2010 معالم داكنة بعرض 5 أمتار وطول أكثر من 100 متر، مشيرة إلى أنه "قبل ثلاثة ملايير سنة، شهد "المريخ" بيئة حياة لا تختلف عن كوكب الأرض من خلال محيطات مياه مالحة، وبحيرات ووديان، بيد أن شيئا ما حصل" تورد "ناسا". وسيكون لهذا الاكتشاف تداعيات كبرى في دراسة المريخ، فقد يعني هذا وجود حياة ميكروبية تحت سطح المريخ، أي ربما يجد العلماء أخيرا كائنات حية تتنفس وتتحرك خارج الأرض، وسط سكون الكون. وعلى صعيد عملي أكثر، فإن إثبات وجود البحيرات والأنهار الفرعية على المريخ، سيُسهل خطط الرحلات المأهولة إلى الكوكب، لأنه في هذه الحالة سيمثل مصدرا جاهزا للماء والأكسجين، كما سيشكل مصدرا غنيا للدراسة والبحث. ومنذ سنوات، عرف عن كوكب المريخ وجود ثلوج على سطحه الأحمر بالإضافة إلى اكتشاف ندوب طبوغرافية تحمل بصمات تدفق الماء، ولكن البحث الأخير يمنح أدلة دامغة على وجود مستمر لتدفق الماء على المريخ. وفي مؤتمر صحفي بمقر "ناسا" بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، كشف باحثو الوكالة عن العديد من الألغاز، التي طالما حيرت الباحثين في مراقبتهم للكوكب الأحمر، مؤكدين "وجود حياة على "المريخ" في الماضي لا يمكن الجزم باستمراريتها في وقتنا الحاضر"، مشيرين إلى أنه سيتم إرسال رجال فضاء إلى "المريخ" وقبل ذلك سيتم تحليل عيّنات من الكوكب الأحمر عبر إرسال "روبوت فضائي" سنة 2020. وتحدث خلال المؤتمر اثنان من الباحثين، هما "ألفريد ماكوين"، من جامعة أريزونا في توكسون، و"أوجها لوجيندرا"، من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا، وكلاهما من الباحثين الرواد في دراسة المياه السائلة على سطح المريخ، ولهما أوراق بحثية سابقة تشاركا في كتابتها عن التضاريس، التي يطلقون عليها اسم RSL على سطح الكوكب الأحمر. وتعرف ال RSL بأنها الشرائط الضيقة، التي تظهر سنويا على المنحدرات في المناطق الدافئة على سطح المريخ، والتي تفسرها إحدى النظريات بأنها ناتجة عن تدفق المياه المالحة السائلة في هذه المناطق، والتي لا تتبخر في الغلاف الجوي الرقيق للكوكب.