قوبل مقطع فيديو تناقله مواطنون عبر مواقع التواصل، ويبرز زواج مواطنة من أمريكي، باستياء واستنكار كبيرين، نظرا لديانة العريس (غير المسلمة) وفقاً لما أظهرته مراسم الزواج ورجحه مواطنون، في وقت لم يتم التعرف على القاعة التي جرى فيها العرس أو موقعها على وجه التحديد. ووفقا لموقع “المناطق”الذي نقل تعليقات المواطنين الذين تناقلوا مقطع الفيديو في هشتاق #زواج_سعوديه_بامريكي، رغم كثرتها، إلا أن مجملها أكد رفض الدين قبل تقاليد المجتمع، لمثلك تلك الزواجات، مستشهدين بأدلة دينية صريحة حرم الله فيها زواج المسلمين من مشركات، أو المسلمات من مشركين. كما تضمنت التغريدات ترجيحات وتحليلات من المواطنين لهذا الزواج، حيث قال أحدهم “ولو في قاعة ما هو في كنيسة لكن اللي زوجهم قسيسة.. واشبين للعريس واشبينة للعروس.. ويقول لك الزوج مسلم!”، فيما قال آخر “هو ما فيها شيء بس حرام المسلمة تتزوج من غير مسلم، في حال كان مسلم الله يوفقهم وفي حال كان غير مسلم فا الله يهديهم”. وتواصلت التعليقات في الهشتاق الذي تصدر هذا المساء موقع التواصل “تويتر”، حيث قال عبدالله الودعاني “من هناك عرب قدموا إلى السعودية.. وديانتهم مسلم في “الإقامة” فقط.. لكن في الأصل مسيحي.. وقد تكون البنت تجنست”، بينما قال أحدهم “إن كان كافراً فالزواج حرام ولا يجوز بالإجماع والعقد باطل ولا يصح”. وبالتطرق إلى الحكم الشرعي من زواج المسلمة بغير المسلم، فإن الله عز وجل قال في كتابه: ” وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” ( سورة البقرة 221). ودلّت الآية الكريمة دلالة قطعية على تحريم زواج المسلمة بغير المسلم وهذا ما عليه إجماع الفقهاء سلفا وخلفا، والمقصود بغير المسلم كل كافر أو مشرك سواء أكان من الوثنيين أو المجوس أو من أهل الكتاب، وفيما يلي أقوال بعض العلماء. قال الإمام القرطبي رحمه الله، “أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام”. بينما ذكر الإمام الشافعي رحمه الله: “وإن كانت الآية نزلت في تحريم نساء المسلمين على المشركين من مشركي أهل الأوثان يعني قوله عز وجل: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) فالمسلمات محرمات على المشركين منهم بالقرآن بكل حال وعلى مشركي أهل الكتاب لقطع الولاية بين المسلمين والمشركين وما لم يختلف الناس فيما علمته”. فيما قال الإمام مالك رحمه الله: “ألا ترى أنّ المسلمة لا يجوز أن ينكحها النصراني أو اليهودي على حال وهي إذا كانت نصرانية تحت نصراني فأسلمت إن الزوج أملك بها ما كانت في عدتها ولو أن نصرانيا ابتدأ نكاح مسلمة كان النكاح باطلا”. وحكمة ذلك، أنّ المسلم يؤمن بكل الرسل بما فيهم موسى وعيسى عليهم السلام، وبكل الكتب بما فيها التوراة والإنجيل، بينما لا يؤمن أهل الكتاب إلا برسلهم وكتبهم. وذلك إلى جانب أنّ الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والزواج ولاية وقوامة، فيمكن أن يكون المسلم وليا وقواما على زوجته الكتابية، بينما لا يمكن أن يكون غير المسلم وليا أو قواما على المسلمة، فالله تعالى يقول (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، كما أن الزوجة عليها طاعة زوجها، فلو تزوجت المسلمة غير المسلم لتعارضت طاعتها له مع طاعتها لله تعالى ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم.