خرج رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران عن صمته الطويل، بخصوص قضية استرجاع سبتة ومليلة المحتلتين من طرف إسبانيا، ليؤكد أنه لا نية له للمطالبة باسترجاعهما، لكون الأمر متروك لعاهل البلاد الملك محمد السادس باعتباره رئيساً للدولة. وقال رئيس الحكومة ليلة الثلاثاء-الأربعاء، بمجلس النواب، ضمن الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسات العامة، "لن أذهب عند إسبانيا لأطالبها بسبتة ومليلية، لأن هذه ليست دولة "سايبة"، مضيفا أن المملكة المغربية "دولة لها رئيس هو جلالة الملك، ولن أتحدث في هذا الموضوع ما لم يأمر جلالته بالحديث فيه". وربط رئيس الحكومة إحجامه عن الحديث في هذا الموضوع، لطبيعة العلاقة التي تربط المغرب بجارته الشمالية، بالقول، "أعرف أن لإسبانيا مصالح مع المغرب"، مؤكدا في هذا السياق أن دوره كرئيس للحكومة "هو أن أدافع عن هذه المصالح". "مشكل سبتة ومليلة لم يتوقف، وسيظل مستمرا، وسيأتي الوقت المناسب للحديث حوله"، يقول رئيس الحكومة الذي استشهد بالراحل الملك الحسن الثاني، "الذي أكد أن حل مشكل سبتة ومليلة مرتبط بحل مشكل جبل طارق"، رافضا أن يخضع هذا الموضوع للمزايدات السياسية. وقال بنكيران في هذا الاتجاه، "هذا الموضوع لا يقبل المزايدات، راه حنا كانحشمو وخليونا نبقوا نحشمو"، مؤكدا أن إسبانيا "بلد شريك استراتيجي للمغرب اقتصاديا، ويتجاوز في بعض الأحيان فرنسا". وأوضح رئيس الحكومة أن "الحديث على هذا الأمر لن يأت بنتيجة، وسنتحدث فيه عندما ستكون له نتيجة"، مشددا على أن الحديث في الموضوع للاستهلاك الإعلامي، "ماشي رجلة"، قبل أن يؤكد أنه "إذا لم يكن بالإمكان الذهاب في الموضع إلى النهاية فلا يمكننا الحديث عنه لأني لم أت للكلام، بل للاشتغال وخدمة الوطن".