قتل السبت الماضي أحد أكبر القادة الميدانيين المغاربة في ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، ويتعلق الأمر بالمسؤول الأمني في تنظيم «داعش» المدعو «أبو دجانة المغربي» في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي. أبو دجانة المغربي قتل في عملية كوموندو نفذتها وتبنتها كتيبة تابعة لما يسمى «جيش الإسلام» يطلق عليها اسم سرية «حيزوم». وتمكنت سرية «حيزوم» التابعة ل “جيش الإسلام” السبت الماضي من قتل المدعو أبي دجانة المغربي، أحد قادة تنظيم «داعش» في مدينة «الشدادي» بريف «الحسكة»، والذي كان يعد عضو هيئة «الأمنيين» الحالية في التنظيم، وكان سابقا مسؤولا عن حاجز أمني في دير الزور القريبة من الحسكة، وتمت ترقيته إلى كبير أمنيي الشدادي. ونشرت السرية صورا وشريط فيديو يظهر جثة أبي دجانة وقد امتلأت بالرصاص، ووضعت فوق جسده لافتة كتب عليها «هدية للشيخ زهران علوش»، وتناقلت مصادر من «الجيش الإسلامي» خبر مقتل أبي دجانة المغربي، مشيرة إلى أن أهل القرى المحيطة بالمنطقة عانوا منه، وخاصة الجنوب، حيث كان يمارس عليهم أساليب التعذيب والقهر. أبو دجانة المغربي يقارب الثلاثين من عمره، وقد قدم إلى الأراضي السورية منذ أزيد من سنتين، وقد قاتل في صفوف جبهة النصرة، لكنه أعلن «توبته» والتحق بتنظيم «الدولة الإسلامية»، وهناك استقر بدير الزور، وكلف بمهام الحسبة أولا، ثم انتقل بأوامر من القيادة العسكرية ليتولى الأمن بعد غزو الحسكة. وتتكلف سرية المهام الخاصة بكتيبة «حيزوم» بتصفية قياديين نوعيين في تنظيم «داعش» كاغتيال أبي البراء الليبي، كما تمكنت من قتل «أمير» القاطع الشرقي الملقب ب «أبي محمد الجنوب»، كما توعدت بالمزيد من العمليات. ونعت «الدولة الإسلامية» أبي دجانة المغربي في عدة مواقع موالية لها، معتبرة مقتله خسارة كبيرة لأنها تصفه «الجهادي»، كما علمت « اليوم24» أن أبي دجانة المغربي قدم إلى الحسكة في إطار تحركات جديدة قام بها تنظيم «داعش» بين ريفي الحسكة والرقة تهدف، على ما يبدو، إلى إعادة التموقع في المناطق الشرقية في سورية، لاستيعاب هجمات الجيش السوري. أبو دجانة المغربي ساهم بشكل كبير في سيطرة «داعش» على أكثر من 25 قرية ومزرعة في ريفي الحسكة والقامشلي. حيث قاد ميليشيات كبيرة للتنظيم، قدرت بأكثر من 30 مجموعة تتشكل كل واحدة منها من عشرات المقاتلين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة. وتأثرت مدينة الشدادي، التي احتلتها قوات البغدادي، بفشل الحصار الذي فرضته «داعش» على كوباني، كما أن المنطقة تتلقى قصفا مستمرا من طرف الجيش النظامي السوري وقوات (البي بي كي)، وهي منطقة قريبة من الحدود العراقية وغنية بالنفط، ما جعل تنظيم «الدولة الإسلامية» يتلقى فيها ضربات موجعة منذ شهور.