بعد أقل من 24 ساعة على إعلان وزير الداخلية محمد حصاد “غضب” الملك على مشروع البرنامج الوطني لتجارة القرب، ومقاطعته حفل افتتاحه، حج عشرات الباعة المتجولين صبيحة اليوم الخميس نحو مقر مجلس فتح الله ولعو، حيث كانت تعقد الدورة العادية للمجلس. وفوجئ مستشارو مجلس مدينة الرباط بدخول عدد من الباعة المتجولين لقاعة انعقاد الدوورة العادية لمجلس مدينة الرباط صباح اليوم الخميس، ليعبروا عن فرحتهم بالغضبة الملكية على “البرنامج الوطني لتجارة القرب”، ومحتجين على “تماطل” المجلس الذي يرأسه فتح الله والعلو في تدبير ملفاتهم. وأكد هؤلاء التجار أن السلطات المحلية أقدمت على هدم “براريكهم” ومنع أصحاب “الفراشة” منهم من ممارسة أنشطتهم، بدعوى قرب تدشين عملية بناء السوق النموذجي الذي تم تخصيصهم لهم “والذي لا يعدو أن يكون مجرد محلات مسقفة بالقصدير حسب ما هو واضح في وثائق المشروع”، على حد تعبير هؤلاء والذين ربطوا بين “هشاشة هذه المشاريع” وبين موقف الملك محمد السادس من البرنامج المذكور. وجدير بالذكر أن وزير الداخلية محمد حصاد أعلم مسؤولي الرباط يوم أمس الأربعاء، رسميا “غضب” الملك على البرنامج الخاص بإعادة هيكلة الباعة المتجولين، وهو ما جعل الملك “يقاطع” حفل تقديم البرنامج، الذي كان مقررا في نفس اليوم، حيث قرأ حصاد جملا من ورقة كانت بين يديه على الحاضرين بمقر ولاية الرباط جاء فيها “قبل قليل اتصل صاحب الجلالة بوزير الداخلية ووزير التجارة والصناعة وعبر لهما عن عدم رضاه على البرنامج الخاص بإعادة هيكلة الباعة المتجولين، وأنه لا يرقى إلى المستوى الذي كان يرغب فيه صاحب الجلالة، حيث أعطى تعليماته السامية لإعادة النظر في هذا البرنامج حتى يكون ملائما لتعليماته بهذا الصدد ويرقى إلى المستوى المطلوب”.