أقفل جل مسؤولي العاصمة الرباط هواتفهم مباشرة بعد خروجهم من لقاء "استثنائي"، جرى قبل قليل، بولاية الرباط، حيث أبلغهم وزير الداخلية محمد حصاد، رسميا "غضب" الملك على البرنامج الخاص بإعادة هيكلة الباعة المتجولين، وهو ما جعل الملك "يقاطع" حفل تقديم البرنامج، الذي كان مقررا بهد زوال اليوم الأربعاء. وحاول اليوم 24 الاتصال بعدد من مسؤولي العاصمة لمعرفة تفاصيل البرنامج الذي جر على مسؤولي العاصمة غضب الملك، إلا أن غالبيتهم "أقفلوا هواتفهم"، في رد آخرون "لا تعليق". وسادت حالة من الاندهاش بسبب مقاطعة الملك محمد السادس اليوم الأربعاء حفل تقديم البرنامج الوطني لتجارة القرب، والذي كان مقررا أن يحضره بعد زوال اليوم بالرباط، وللمرة الأولى في تاريخ الأنشطة الملكية، يتم الإعلان عن سبب مقاطعة الملك لنشاط رسمي، وإبلاغها بشكل علني للمعنيين بها. وظلت سلطات الرباط تعد العدة استعدادا لاستقبال الملك، حيث استدعي للحفل برلمانيون ووزراء ومسؤولون ومجموعة من الضيوق، غير أن الجميع بقي ينتظر بمقر ولاية الرباط إلى أن نزل الخبر "الصاعقة". وقرأ حصاد جملا من ورقة كانت بين يديه على الحاضرين بمقر ولاية الرباط جاء فيها "قبل قليل اتصل صاحب الجلالة بوزير الداخلية ووزير التجارة والصناعة وعبر لهما عن عدم رضاه على البرنامج الخاص بإعادة هيكلة الباعة المتجولين، وأنه لا يرقى إلى المستوى الذي كان يرغب فيه صاحب الجلالة، حيث أعطى تعليماته السامية لإعادة النظر في هذا البرنامج حتى يكون ملائما لتعليماته بهذا الصدد ويرقى إلى المستوى المطلوب".