في مدينة الدوحة أكثر من 220 إعلاميا مغربيا، أغلبهم يشتغلون في شبكة قنوات الجزيرة، سواء كصحافيين أو مقدمي نشرات أخبار أو مقدمي برامج للكبار والصغار، أو تقنيين أو مشرفين على مواقع الكترونية للشبكة، أو إداريين. أما الباقي فيتوزع بين قناة الدوري والكأس وتلفزيون قطر والإعلام الورقي والإلكتروني، في ما يشبه رحلة جماعية نحو الشرق. لا يوجد مغربي في شبكة قنوات الجزيرة يتقاضى ضعف الراتب الذي كان يتقاضاه في المغرب، فالأجور تتراوح ما بين 5000 آلاف دولار و25 ألف دولار، والحد الأدنى للرواتب يتجاوز حد أجور الصحافيين في المغرب أربع مرات. أغلب الزملاء المغاربة الذين التقتهم «الأخبار» في الدوحة أجمعوا على وجود نوعين من العقود، أكثرها شيوعا تخص الصحافيين وأقلها تهم فئة المحللين الرياضيين، الذين يتقاضون تعويضات مالية حسب ظهورهم في البرامج الحوارية والفقرات التحليلية. حين تسأل صحافيا عن قيمة الراتب الذي يتقاضاه، فإنه لا يتردد في الهروب نحو المكسب المهني، ليضعه على رأس المكاسب، فيما يعترف الكثيرون بأن المال من أسباب النزول. أما الشهرة فلا تحتل مكانة متقدمة في مدينة عامرة بمشاهير الفن والسياسة والثقافة؛ فهناك عشرات المغاربة الذين يشتغلون في الظل لكن الضالعين في معقل القناة يرددون أسماءهم المؤثرة عن ظهر قلب. إلا أن الغالبية العظمى من مغاربة القناة يجمعون على التوفر على رصيد كبير من الكرامة. قبل أيام، نشرت إحدى الصحف القطرية تقريرا حول أعلى الرواتب في شبكة قنوات الجزيرة، وخلصت إلى أن مدير الشؤون القانونية والعقود بقناة الجزيرة هو صاحب الراتب الدسم أو الأكثر دهونا، حيث قال تقرير الصحيفة إن راتبه الشهري يقارب 60 ألف دولار، في تجسيد حقيقي للقول المغربي المأثور «صدقة في المقربين أولى»، لأنه مقرب من العقود طبعا. في الترتيب العام لرواتب المغاربة، يحتل محمد عمور الصف الأول متبوعا بعبد الصمد ناصر وخالد ياسين وكريم العلمي وماجد الشجعي وهاشم أهل برا ويوسف أيت الحاج وعبد الرحمن النويري وحسن الراشيدي، فيما يتقاسم الآخرون بقية المراتب في سلم الكرامة، لا سيما وأن أغلب الزملاء قرروا الاستقرار في الدوحة في إطار تجمعات أسرية تقلل من الرحلات المكوكية صوب المغرب.