تقول النكتة : " إن رجلا أصيب بحادث أدخله في غيبوبة لمّدة تزيد عن عامين ، وحين استفاق من هذه الغيبوبة وجد زوجته جالسة بالقرب منه تئن لحاله وتشفق عليه ، فتفاجأ لوجودها طيلة هذه المدة معه ثم سألها : أي زوجتي أكنت معي هنا كل هذه المدة ؟ أجابت الزوجة بنعم وباستعدادها للجلوس بقربه العمر كله ، فتنهّد الرجل ثم تابع قائلا : يا سبحان الله ،هذا أمر لا يصدق أبدا ... أستيقظ بعد سنتين من الغيبوبة فأجدك بالقرب مني ، أنت كما أنت ، كنت وما زلت ، هذا لعمري دليل على أصلك وطينتك وبرهان على جدك ومثابرتك ، وتا الله إن فعلك هذا لجميل يقتضي مني حسن الرد ، وكيف لا تستحقين جميل الرد وأنت التي عندما أصبت بالحادث كنت معي ، وعندما نقلوني إلى المستشفى كنت معي، و عندما بتروا ساقي كنت معي ، ... وكيف لا أرد جميلك بجميل مثله أو أحسن منه وأنت التي عندما أفلست شركتي قبل سنوات خلت كنت معي ، وعندما سجنت بسبب الإفلاس كنت معي ، وعندما أنهيت مدّة العقوبة كنت معي.. وعندما مات أبي كنت معي ، وعندما تبعه عمّي العزيز وخالي الحبيب كنت معي ، وعندما احترق منزلنا كنت معي ، وعندما اعترض المجرمون طريقي ذات ليلة وسلبوني ما أملك ثم تركوا توقيعا خاصا بساطور حاد على وجهي كنت معي أيضاَ... أجابت الزوجة بكل ثقة في النفس : نعم أنا هي هي وعهد علي ألا أتغير أبدا ، سأبقى دائما كما كنت ، وأرجو من الله أن يجعلني عند حسن ظنك بي . فرد عليها الزوج : يا زوجتي الغالية ، كل ما ذكرت أعلاه في حقك يؤكد حقيقة واحدة هي أنك فعلا نحس في نحس يلفه النحس ويحيط به النحس من كل جانب ولا يرجى منه إلا النحس ، ولأن ذلك كذلك فأنت طالق طالق طالق يا أنحس من كل نحس منحوس" . حين سمعت هذه النكتة وأسقطتها على الواقع ، قلت في نفسي ما أشبه سياسة هذا الرجل ونهجه مع زوجته بسياسة ونهج حزب العدالة والتنمية مع الشعب ، فالشعب وقف مع حزب العدالة والتنمية في محنته مع السلطات عام 2003 حين كانت تهم الإرهاب تتربص به الدوائر ، والشعب وقف مع العدالة والتنمية في انتخابات 2007 ، والشعب أو جزء منه منح ثقته لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة ، ووثق ببرنامجه وشعاراته ، وفضله على كثيرين ، وظن أنه المنجي له من أزمات متعددة ومختلفة ، لكن " ما دير خير ما يطرا باس " ،فلسوء حظ هذا الشعب جزاه الحزب جزاء سنمار ، وهاهي ذي بوادر الجزاء تظهر على الواقع في شكل ارتفاعات صاروخية في أسعار المعيشة من ألفها إلى يائها ، وزيادات نارية في المحروقات ومواد البناء وما اتصل به من سكن ، وها هي ذي ثمرات الإصلاح الموعود تلوح في الأفق بزيادة في أسعار الكهرباء وزيادات أخرى ما للدراويش بها من طاقة ، وها هو ذا لسان الحال يردد " أواه زادوا فيه " ، وحتى لا أزيد كلمة أخرى أقول ما قاله الأولون فقط : " الزيادة من راس التماسيح والعفاريت " والله يعفو علينا من هذا الحزب كما عفا هو عما سلف .