كتبت سفيرة الشباب المعتمدة لدى الاتحاد الايفريقي مليكة وزانيا عن تجربتها في المغرب التي عنونتها ب” ثلاث أيام من الجحيم في المغرب ” وهي ناشطة حقوقية و كاتبة صاحبة كتاب ” ولدت حرة: افكار عن أمة قوس قزح”. ” تلقيت دعوة قبل شهرين للحضور الى مؤتمر بصفتي عضو لمبادرة الشباب الايفريقي في التغيرات المناخية ممثلة لبلدي جنوب ايفريقيا،وهذا المؤتمر منظم من طرف اللجنة الاقتصادية لايفريقيا التابعة للاتحاد الاوروبي بشراكة مع لجنة الاتحاد الايفريقي و البنك الايفريقي للتنمية لم أحصل على الفيزا لأن قنصلية المغرب في بريتوريا بعيدة عن مسكني فاتفقت مع المنظمين على أن يتم تسهيل اجراءات الفيزا لي بعد وصلي الى المغرب و تم تزويدي بالتذاكر و الوثائق اللازمة و من بينها رسالة الدعوة و رسالة الى وزارة الخارجية المغربية ونظرا لأن وثائقي معتمدة – بحيث يمكن لمواطن جنوب ايفريقي الحصول على الفيزا في المطار فقد سافرت من عدة مطارات كدبي وصولا الى الدارالبيضاء حيث رفضت السلطات منحي الفيزا فيما تم منحهامشاركين اَخرين في المؤتمر في نفس حالتي. في البداية لم أكثرت للأمر كثيرا بحيث أني أعرف بيروقراطية المطارات الايفريقية لكن قلقي ازداد بعد ان رفضت السلطات المغربية دخولنا حتى بعد أن اتصل بها المسؤولون عن المؤتمر، بل تم رفض مشاركين رغم أنهم يحملون جوازات سفر ديبلوماسية ومسؤولين كبار من جنوب ايفريقيا ولم تبلغنا سلطات المطار عن سبب رفض دخولنا. كل موظف مغربي كان يحكي حكاية مختلفة،بعضهم تحدث عن عدم وجود أسمائنا في لائحة المؤتمر رغم أننا كلنا نملك لائحة واحدة توجد فيها جميع الأسماء،وبعد أخذ و رد اقترح مسؤول أن يتم حجز جوازات سفرنا ثم نترك للسفر الى مراكش حيث ينظم المؤتمر. وحين كنا نناقش هذا المقترح تم طردنا من مكاتب المسؤولين،مرت ليلتنا الاولى في مكان احتجازنا نعاني من البرد بلا ماء ولا أكل،كنا 25 شخصا محشورين في مكان ضيق. ردود المغاربة كانت عنيفة حين اقترحنا عليهم ام يرحلونا الى جنوب ايفريقيا مادمنا لن نحصل على الفيزا، ولم يسمحوا لنا حتى في الولوج الى مكان امتعتنا للحصول على ملابس. عانيت من مشكل في تباطؤ دقات القلب وكان الحاضرون من اصدقائي يصرخون طالبين المساعدة و لم ترسل الي ممرضة الا بعد ساعات من الصراخ.وكانت لا تتحدث الانجليزية و لم نتواصل فبدأت في سكب الماء البارد على وجهي. تم منعي من الحصول على قنينة ماء و ايضا الحصول على ادويتي من امتعتي، وكل ما قاموا به هو منحي قنينة مستعملة فيها ماء مرحاض مالح. مرت ليلة ثانية في البرد على الكراسي المعدنية،في الصباح نقص عددنا وبقينا 20 شابا، في حين تم ترحيل المشاركين من جيبوتي و مالاوي بعد انتظار طويل و تدخل من سفارة جنوب ايفريقيا تم منحنا الفيزا أخيرا ما تعلمته من هذه التجربة، أن المسؤولين المغاربة سلطويون ولا يرون أي خطأ في جعل شابات و شباب ينامون على أرض باردة بلا أكل و لا ماء لأيام لقد عاملونا كأننا ارهابيون و كأننا نطلب منهم اللجوء السياسي رغم حصولي على الفيزا لم استطع البقاء في المغرب بعد تجربتي السيئة فحجزت للعودة في الرحلة الموالية.