هل تعلمون أن نسبة حموضة الجسم يمكنها أن تحدّد حالتكم الصحيّة؟ في الواقع من الضروري أن تستعيدوا التوازن عندما يكون الجسم حمضياً جداً خوفاً من تعزيز ظهور الأمراض الخطيرة…ولكن كيف يمكن موازنة نسبة الحموضة؟ لكل قسم في الجسم نسبة حموضة خاصّة به. فمثلًا نسبة حموضة البشرة هي 5.5 ونسبة حموضة الجهاز الهضمي تتفاوت بين 1.5 و7 بينما تتفاوت نسبة حموضة اللعاب بين 6.5 و 7.4 . من أجل السيطرة على نسبة حموضة الجسم يجب أن تنتبهوا إلى نظامكم الغذائي. إن الإفراط في استهلاك بعض الأطعمة كاللحوم والمأكولات المصنعة والأسماك والقهوة والكحول إلخ. يزيد من حموضة الجسم. الخضار والفاكهة وحدها تجعل الجسم قلويَّا لهذا السبب ينصح الأطبّاء بأن تكون نسبة 75% من نظامكم الغذائي تتألف من الخضار والفاكهة. من جهة أخرى يمكن لعوامل أخرى كالتوتّر والتلوّث والنقص في الحركة الجسديّة أن تؤثّر على نسبة حموضة الجسم. ولكن لماذا من الضروري أن تحافظوا على توازن جيّد لنسبة الحموضة؟ عندما يضطرب التوازن الحمضي- القلوي تتأثّر السوائل والأنسجة في الجسم. وبالتالي لا يعمل جهاز المناعة بشكل صحيح وقد يضعف. وعندما يكون الجسم حمضيًا جدًا يمكن لعدّة عوارض أن تظهر كالإرهاق وارتفاع الضغط ومشاكل البشرة والمشاكل الهضميّة والسكّري والسرطان. حاول الدكتور أوتّو هينربتش واربورغ الطبيب والعالم في الكيمياء الحيويّة وعالم الفيزيولوجيا الألماني أن يقيم صلة بين حموضة الجسم والسرطان. بحسب هذا الطبيب السبب الرئيسي للسرطان مرتبط بفرط حموضة الجسم. عندما يكون الجسم حامضًا جدًا تفتقر الخلايا إلى الأكسيجين والخلايا السرطانية لاهوائية أي أنها لا يمكنها أن تعيش في مكان غنيّ بالأكسيجين. بمعنى آخر عندما تكون الخلايا حامضة يقلّ وجود الأكسيجين الأمر الذي يخلق مناخًا مثاليًا لتكاثر الخلايا السرطانية. ويفسّر الدكتور واربورغ قائلًا "إن كل الخلايا الطبيعية بحاجة إلى الأكسيجين لكي تتنفّس. ولكن الخلايا السرطانية يمكنها أن تعيش من دون أكسيجين. فحرمان خليّة من نسبة 35% من الأكسيجين الذي تحتاج إليه خلال 48 ساعة قد يحوّلها إلى خليّة سرطانيّة بسرعة". ويقدّر الدكتور واربورغ أن نسبة الحموضة الطبيعية للجسم يمكنها أن تكون حوالى 7.365. كما اكتشف أن الخلايا السرطانية يمكنها أن تزدهر في مكان نسبة حموضته دون 6.0. وتِبعاً لهذا الإكتشاف المهمّ حاز الدكتور واربورغ على جائزة نوبل للعام 1931. عدا عن السرطان ذكر الطبيب أن هذه الحموضة يمكنها أن تعزّز تكاثر البكتيريا وتسبّب عدّة مشاكل كالسكّري وترقّق العظم أو حتى مشاكل القلب والشرايين. وبالتالي من الضروري أن تستعيدوا نسبة حموضة الجسم. كما ذُكِر أعلاه الطريقة للقيام بذلك هي تناول الكثير من الفاكهة والخضار لأنها غنيّة بالمعادن التي تجعل الجسم قلويّاً (الفاكهة تحتوي على كميّة أقل من المعادن ولكن كميّة أكبر من الفيتامينات). إن كنتم تعانون من مرض أو إن كنتم غير مرضى وتريدون أن تتمتّعوا بأفضل صحّة ممكنة، هناك وسيلة لتسريع عملية جعل الجسم قلوياً: شرب عصير الخضار الطازجة. الكميّة الدنيا التي عليكم تناولها في اليوم من من أجل الإستفادة من حسناتها هي 500 ملل ولكن يمكنكم أن تتناولوا ليتراً أو أكثر. يسمح عصير الخضار بمنح الجسم كميّات كبيرة من المعادن التي تجعله قلوياً مما يساعده على الوقاية من الأمراض والشفاء منها وتحسين الصحّة .