ألغى الأمين العام لجبهة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء المغربية، إبراهيم غالي زيارته الى اسبانيا المرتقبة اليوم السبت للمشاركة في مؤتمر دولي تضامني مع ملف الصحراء، وذلك تجنباً لإرغام الشرطة له على المثول أمام القاضي في ملفات جرائم ضد الإنسانية. ويبدو أن البوليساريو قد ترد بدعوى ضد ملك اسبانيا السابق خوان كارلوس بتهمة تسليم الصحراء للمغرب. وقررت المحكمة الوطنية في مدريد المكلفة بالقضايا الكبرى ومنها التي تمتد الى خارج الحدود استدعاء زعيم البوليساريو بمجرد دخوله الى اسبانيا للتحقيق معه في جرائم ضد الإنسانية في قضايا رفعها صحراويون يتهمونه بالقتل والتعذيب. واتخذ قاضي التحقيق القرار في بداية الأسبوع الجاري. وتجنباً للاعتقال أو المثول بالقوة أمام القاضي، قرر إبراهيم غالي تجنب حضور المؤتمر الدولي مع القضية الصحراوية في كتالونيا وتعيين مسؤول آخر مكانه علماً أن وسائل الاعلام التابعة للجبهة أكدت حضوره في البدء وكذّبت قرار القاضي. ويبقى تخوف البوليساريو هو صدور مذكرة اعتقال دولية في حق زعيمها إبراهيم غالي في حالة ما إذا رفض المثول أمام القضاء الإسباني. وهذا سيعني حتماً صعوبة تحركه خاصة في دول الاتحاد الأوروبي، علماً أن القضاء يستبعد في الوقت الراهن اتخاذ قرار من هذا النوع. وكان اجتهاد قضائي في اسبانيا قد خول للمحكمة الوطنية في البلاد التحقيق في ملفات الاختفاء والتعذيب في الصحراء المغربية، اعتماداً على تأويل يقوم على أن الصحراء كانت مستعمرة اسبانية علاوة على استمرار مسؤولية اسبانيا الإدارية أمام الأممالمتحدة طالما لم يتم البت نهائياً في السيادة.وفي رد فعل من طرف جبهة البوليساريو، تفيد وسائل إعلام مقربة منها بدراسة الجبهة رفع دعوى ضد ملك اسبانيا السابق خوان كارلوس الذي تخلى عن العرش لصالح ابنه فيلبي السادس. وتعتبر خوان كارلوس مسؤولاً عن تسليم الصحراء المغربية الى المغرب وموريتانيا سنة 1975 وعدم احترام قرارات الأممالمتحدة التي كانت ترغب في تطبيق مسلسل تصفية الاستعمار بحكم وجود الملف في اللجنة الرابعة الأممية وفي حالة اتخاذ القرار، قد تتقدم برفع الدعوى أمام المحاكم الأوروبية. وقرار جبهة البوليساريو ستترتب عنه أزمة مع حكومة الحزب الشعبي بزعامة ماريانو راخوي، ولا تأبه الجبهة بالعلاقات مع حكومة مدريد الحالية بعدما فشلت في إقناعها بعدم الميل إلى المواقف المغربية، ومن جهة، سيحيي قرار الدعوى ملف الصحراء وسط الطبقة السياسية والرأي العام الإسباني. وتتمتع قضية الصحراء بتعاطف كبير، إذ تعتبر اسبانيا المعقل الحقيقي للبوليساريو دولياً.