أصبحت حالة طريقنا الوطنية رقم 11 الرابطة بين بني ملال ، عاصمة جهة تادلة أزيلال و قلبها النابض، بمدينة الفقيه بن صالح مدينة الفلاحة بامتياز، أصبحت حالتها مزرية للغاية، و باتت أمطار الخير التي تتهاطل على بلادنا بمثابة قطرات الماء التى يروى بها المحتضر قبل أن يلفظ آخر نفس له في الحياة. هكذا بدت طريقنا المذكورة في الآونة الأخيرة حيث أصبح مستعملوها لا يفرقون بينها و بين أي طريق ثانوية و بدأوا يتأقلمون مع حالتها هاته لا لشيء إلا لكونهم يائسون و غير طامعين في إصلاح يبدو شبه مستحيل في أجندة المسؤولين. الخط الرابط بين جماعة البرادية و الفقيه بن صالح أصبح ينذر بالخطر مع مرور الأيام، فحالته لا يعرفها إلى من يتردد عليها بصفة متواصلة. اهتزازات و رجات تتجاوز العجلات و ممتص الصدمات لتصل إلى أبدان السائقين و الراكبين. في الحقيقة أستغرب هذا الواقع و لسان حاله يجزم أن عشرات المسؤولين يمرون يوميا عبر هاته الطريق، فهي المفضلة لديهم للعبور إلى العاصمتين إقتصادية كانت أم سياسية مرورا بمدينة الفوسفاط الخريبكي. و أتساءل في نفس الوقت عن شعور أحدهم حين يدوس حفرة من حفرها التي بالمناسبة أصبحت لا تعد و لا تحصى بل و تعد بالمزيد في الكم و الحجم مع توالي الأمطار، ألا يحس بغبن و غضب مما وصلت إليه الحالة هاته، لكني سرعان ما أتذكر أن سياراتهم تختلف عن القصدير الذي نركبه و ربما هنا سر عدم اهتمامهم. ربما يكون هناك مشروع قيد الدراسة لإصلاحها أو ما شابه، لا أستبعد ذلك لأني لست متشائما، لكني فقط أتطلع لأن يرفقوا جوانب الطريق بلافتات تعلم مستعملي الطريق ''الوطنية'' المذكورة بوجود حفر عميقة حتى يتسنى لهم تجنبها و هذا أضعف الإيمان.