بمعدل 17,05 لعلها سمة فريدة وعلامة باذخة في ثانوية سيدي عمرو أوحلي بسورها البسيط ، وبنايتها التقليدية ضمن تربية البساطة والعمل الجماعي، والتواضع المعرفي، أن يزكى ذلك بحصول تلميذة من حجم نادية الهرام على أعلى نقطة بجهة تادلا أزيلال، فمن قرى الأطلس البعيدة وضمن الجغرافية النائية، رفقة الثلج والبرودة وقساوة الليالي، قد يولد الأفذاذ الكبار، إذ لم تكن نادية ابنة موظف سام ولا إنسان براتب ثمين أو عائلة غنية بأهلها وعلاقاتها، وإنما هي مجرد تلميذة شأنها شأن باقي الفقراء وكل الضعاف، إلا أن ذكاءها وغنى تفكيرها ونقاء تكوينها بعيد كل البعد عن أوصاف عيشها وطريقة حياتها. مازلت أتذكر من هذه التلميذة طريقة أسئلتها وأجوبتها وعلاقتها بأساتذتها، وعمق رؤيتها. فهي كما أدلى السيد عثمان زوهري أستاذ مادة الفلسفة سابقا وحارس بالثانوية، قد أكدت نبوغها منذ الجذع المشترك للآداب، حيث المثابرة والمواظبة، كما أبانت عن قدرات منقطعة النظير خاصة في التحليل والتركيب، أما السيد محمد المحبوبي رئيس المؤسسة فيعتبر ما تحقق من قبل التلميذة وليد مجهود سنوات عمل كل السادة الأساتذة، خصوصا في السنة الإشهادية. كما يكتب للتلميذة التفوق والنباهة منذ بدايات الدراسة بالإعدادي. نادية المظهر: تلميذة قصيرة القامة نسبيا ذات أصول أمازيغية، دوما محافظة على لباسها، خجولة وفي خجلها ذكاء عميق، ملحاحة على العمل المتميز، لا تؤمن سوى بالتفوق، كلما أحست بعدم الفهم إلا وسألت بطريقة تنم على قوة الاحترام وعشق الاكتساب.. أتذكرها وأنا أستاذها للغة العربية، يوم قلت للقسم مازحا إنني سأتخلى عنكم .. فإذا بها تبكي بكاء شديدا.. لا تعرف سوى طريق الدراسة والمنزل، ذكية إلى درجة أنها تتميز - كما قال القرطاجني- بالذاكرة الحافظة والمائزة و الصائغة.. كما أحس بارتياح مسبق وأنا أقوم ورقة هذه التلميذة الفريدة بأفكارها وطريقة إجاباتها. كلما أردت طرح تقويم إلا وحضرت معي فكرة وضعه ضمن رؤية تعتمد على ما يسمى بالوضعية المشكلة.. يعجبك من هذه التلميذة هدوءها وطريقة مشاركتها واستماعها وتحفظها في سرعة الإجابة أو ارتكاب الأخطاء المجانية، بل هي هادئة ومسترخية في الاستماع، ذات ابتسامة تنم عن حبها للعلم والأدب، تتذوق النصوص الشعرية كما النثرية،إذ غير ما مرة وأنا كأستاذ لمادة اللغة العربية أقدم شرح وتفسير الدروس وبعض القضايا الأدبية، فجأة تفاجئك التلميذة بأسئلة وأجوبة تدل على سرعة بداهتها، وقوة ذاكرتها على التركيز والاستحضار كما الاستظهار. أما ظروف العمل بهذه البلدة كما يرى رئيس المؤسسة بناء على تجربته في التدريس وقيادة الإدارة ، فتبقى فريدة من نوعها نظرا لما تقدمه الساكنة من تعامل إيجابي مع أطر المؤسسة لتفادي المشاكل، وتشكيل العمل التشاركي. وخير شاهد - كما يرى- على ما تحقق في هذه الثانوية الهامشية من نتائج تنم عن إرادة العمل الدينامي من خلال نسب النجاح والتفوق رغم قلة عدد المتمدرسين.. حيث حصل 6 تلاميذ بين مسلك الآداب وعلوم الحياة والأرض على ميزة حسن جدا، و 5 منهم على ميزة حسن، و 7 تلاميذ على ميزة مستحسن، و19 تلميذا على ميزة مقبول من ما مجموعه 65 تلميذا. وقد كانت معدلات التلميذة نادية الهرام كما يلي: - معدل الامتحان الجهوي: 57, 16 - معدل المراقبة المستمرة: 37, 17 - معدل الامتحان الوطني: 13, 17 وهي معدلات متقاربة فيما بينها، مما يعكس ثبات التلميذة على نفس المستوى، إذ الجد والاستقرار دون تراجع في ذلك. هنيئا لهذه التلميذة بتميزها الملحوظ، وشكرا للسادة الأساتذة على عملهم المشهود. كما نطلب من السادة المسؤولين، كل حسب موقعه أن يقدم لهذه التلميذة ما قد تحتاجه من إمكانات، خصوصا وأن بلدنا الحبيب في حاجة لمثل هذه الكفاءات. والله في عون خدام العلم، ومشجعي المعرفة.