بنتسيق مع المجلس البلدي للقصيبة و جمعية مهرجان مرامان للثقافة و التنمية ، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير ندوة علمية في موضوع :معركة مرامان السياق التاريخي و الخصوصية المحلية ، بمناسبة الذكرى المئوية لمعركة مرامان و الذكرى ال59 لليوم الوطني للمقاومة التي تحل يوم 18 يونيو ، و ذلك بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين و جيش التحرير و رئيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين . و افتتحت الندوة بعد آيات من الذكر الحكيم و كلمة ترحيبية لرئيس المجلس البلدي للقصيبة ، بكلمة المندوب السامي لقدماء المقاومين و جيش التحرير مصطفى الكثيري الذي أكد أن الندوة تندرج في سياق الاهتمام الذي توليه المندوبية للذاكرة التاريخية الوطنية و المحلية من أجل ربط الأجيال الحاضرة بماضيها و أمجادها و قيمها و مثلها العليا . و أكد الكثيري أن القصيبة المجاهدة ارتبطت باسم المقاوم المغوار موحا وسعيد الذي كان قائدا مخزنيا خاضعا للسلطان المخزني قبل أن يتحول إلى مقاوم شرس للمستعمر الفرنسي منذ دخوله إلى الدارالبيضاء ، رافضا مختلف عروض المساومة التي قدمتها فرنسا عبر صديقه المهدي المنبهي ، و بمجرد انطلاق الحركة الوطنية انخرط فيها و خاض بتنسيق معها أعمال الفداء و المقاومة . و أضاف المندوب السامي مصطفى الكثيري أن بلادنا باتت تعاني من خصاص في القيم التي كان يتمتع بها المقاومون ، الشيء الذي جعل المندوبية السامية لقدماء المقاومين ، و بتنسيق مع مختلف الإدارات الحكومية و الهيئات التمثيلية تشرع في إحداث فضاءات تثقيفية تربوية متحفية في مختلف المناطق التي شهدت ملاحم تاريخية لتكون فضاء مكملا للمدرسة كفيل بتلقين القيم الوطنية و مثل التضحية و الإيثار و الأنفة و الكرامة و الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن و الذوذ عنه، و اشار إلىجهة تادلة أزيلال حظيت ببناء فضاءين في بني ملال و أزيلال بالإضافة إلى مشاريع فضاءات متحفية تثقيفية ستقام في كل من القصيبة و تادلة و الفقيه بن صالح . و ختم مصطفى الكثيري كلمته بالحديث عن المجهودات التي تقوم بها مندوبته من أجل استرجاع أرشيف الكاح الوطني المزع بين 18. من جهته تحدث رئيس جمعية مهرجان مرامان محمد فخري عن معركة مرامان و قائدها موحى و سعيد و انخراطه في الجهاد منذ تعيينه قائدا على قبائل أيت سري مشيرا أن جمعيته بذلت ما في وسعها من أجل البحث في تاريخ القصيبة وتخليد معركة مرامان . و ركزت الندوة العلمية التي أدارها المنشط إدريس كوركودا على الخصائص النضالية و الجهادية لقائد المقاومة بالقصيبة موحى وسعيد و المنابع الإيمانية و الوطنية التي اغترف منها شهامته و شجاعته و جعلته يرفض جميع المساومات و المفاوضات مختارا الجهاد و القتال ضد المستعمر الذي رأى في غازيا و منصرا كما تضمنت أيضا نصوصا شعرية حماسية أنشدها شعراء آمنوا بالجهاد و اكتتوا بنيران العدوان الفرنسي فأنتجوا أشعارا ألهبت مشاعر المجاهدين و نقلت همجية القوات الفرنسية . و استهل الدكتور محمد بلحسن مداخلته بالحديث عن موحى و سعيد كنجمة ساطعة في سماء المنطقة وقف موقف الشهامة و الشجاعة ضد المستعمر في الأطلس المتوسط ، بدأ مشواره قائدا مخزنيا و مرشدا للقوات المخزنية لمحاربة القبائل الخارجة عن طاعته و إخماد الثورات خاصة ثورة بوحمارة بتازة إلى أنه بدخول فرنسا المغرب جمع حوله قبائل أيت ويرة و انخرط في المقاومة المسلحة رافضا تهديدات باشا بني ملال بوجمعة المسفوي و عروض الإغراء التي تقدم بها صديقه المهدي المنبهي منطلقا من قناعة أنه لا يريد إلا وجه الله و رسوله أمام مستعمر غاشم يستهدف محاربة الإسلام و نشر المسحية بين صفوف القبائل المغربية . و ركز الدكتور علال الخديمي في مداخلته عن موحى وسعيد و الساق التاريخي و الظرفية التاريخية التي انتشرت فيها دعوات الجهاد و هجرة المناطق التي يحتلها المستعمر المسيحي منهيا مداخلته بالحديث عن معركة القصيبة التي جهز لها الكولونيل الفرنسي جيشا قوامه 5000 رجل مجهزة بالمدافع و مدعمة بالطائرات استطاع مقاومو أيت ويرة مجهزين بإيمان قوي بقضيتهم و بسالة جأشهم بتكبيل القوات الفرنسية الغازية خسائر فادحة في الأرواح و العتاد . مداخة الأستاذ الباحث الحسين ذكيري ركزت على مقاومة أيت ويرة من خلال مجموعة من الأشعار التي قيلت و أنشدت في فترة المقاومة المسلحة فكانت ملهبة للأحاسيس موقظة لمشاعر الشهامة و الرجولة مغيرة على الخونة و المرتكنين إلى الخنوع و الاستسلام منتشية بالانتصارات التي كان رجال موحى و سعيد يحققونها على الميدان و أيضا واصفة بعبارات مريرةمؤلمة مشاهد البؤس و التجويع و الموت و القهر التي تسببت فيها القوات الغازية التي حاولت إخضاع قبائل أيت ويرة بالنار و الحديد ، بالقصف و التجويع و الحصار . و اختتمت الندوة بتكريم أربعة أفراد من أسرة المقاومة هم المقامون زاد بواحي و صالح توفيق و الحرمة المحمودي و لحسن وعيرم كما تم تقديم إعانات مالية قدرها 4000 درهم كواجب العزاء لعدد من أرامل المقاومين .