ينظر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال في ملف غريب الأطوار و الوقائع، بعد أن تقدم طبيب اختصاصي في أمراض العيون ببني ملال بشكاية ضد زميل له يشتغل بالمركز الاستشقائي الجهوي ببني ملال يتهمه فيها بتزوير الحقائق للحصول على شهادة طبية لاستغلالها في أحد الملفات المعروضة على أنظار المحكمة، إذ يدعي أنه تعرض لاعتداء من قبل أحد حراس المستشفى الجهوي الذي أصابه في عينه اليسرى، ما أدى إلى احمرارها و ازرقاقها بشكل يوحي أنها مصابة. كما أن المادة الغريبة المستعملة في العين أدت إلى نقص بصر المشتكى به بشكل حصري، أي في تلك اللحظة فقط الذي يعرض فيها نفسه على الطبيب، ليبلغ مستوى العجز 4/10. و نظرا لحالة الارتياب التي أصابت الطبيب المعالج بعد معاينته المادة الموضوعة على عين المشتكى به اليسرى للتظاهر بفقدان البصر، طالبه بإجراء فحوصات طبية من قبيل الفحص بالراديو لوجي و كذا إجراء فحص "فيزيو كهربائي" للتأكد من صحة ادعائه. و أضاف الطبيب المشتكي، أن الطبيب المشتكى به ألح في طلب الحصول على شهادة طبية للخلود إلى الراحة و الإدلاء بها لإدارة المستشفى، تم استجاب له شريطة أن يراجع عيادته مرفوقا بالفحوصات الطبية سالفة الذكر. إلا أن المشتكى به، يقول الطبيب المعالج، لم يحضر لعيادته و لم يدل بأي فحوصات طبية حتى ينجز له الشهادة الطبية بكل المواصفات القانونية المطلوبة. و بعد مدة، يقول الطبيب المشتكي، أن المشتكى به استعمل شهادته الطبية في أحد الملفات المعروضة على أنظار القضاء مدعيا أنه أصيب بعوار، و أن المتسبب في فقدان بصره متهم يوجد في نزاع قضائي معه، و بالتالي طالب المشتكي بإجراء بحث دقيق في الموضوع و متابعة المشتكى به و فق ما ينص عليه القانون الجنائي.