نظم سكان من جماعة فم العنصر إقليمبني ملال تحركا نضاليا مساء يوم السبت 04 ماي 2013 أمام مقري الجماعة والقيادة، وذلك احتجاجا على الأضرار التي يسببها والسلطات الوصية عليه في خرق لمعايير الشفافية وانتهاك أبسط الحقوق، حيث لم يراع الطعن الذي قدمه الساكنة بل على حساب أمنهم وسلامتهم وراحتهم. وقد تفاقمت معاناتهم من التلوث والتدهور البيئي الخطير، الذي بدأت أعراضه على الأطفال والمسنين ناهيك عن التهديد الذي يشكله هذا المقلع على الفرشة المائية. وقد شارك في تأطير هذا التحرك النضالي مناضلون كفاحيون للتعبير عن التضامن مع الساكنة المتضررة ومؤازرتهم في احتجاجاتهم، وفي هذا الصدد ألقى الرفيق عباسي عباس كلمة استعرض فيها زيف الشعارات الرسمية الاستهلاكية من قبيل: "الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة" و"مخطط المغرب الأخضر"... التي يفندها الواقع، حيث أن الطبيعة النهبوية للرأسماليين تجعلهم أكبر خطر وتهديد للبيئة ما دام الربح السريع هو المحرك لمصالحهم. وهنا لا يخرج مقلع فم العنصر عن هذا النطاق حيث تتعرض البيئة لتدمير ممنهج تُقضم فيه المساحات الخضراء وتتلاشى، أمام زحف التصحر وانجراف التربة وتشويه جمالية الجبل الأخضر، ناهيك عن انعكاسات هذا الخراب في المدى المنظور على محاصيل بساتين الزيتون وحقول زراعة الحبوب؛ إضافة إلى زيادة مخاطر الفياضانات في الأيام الممطرة. فهذا المقلع يشكل جريمة ترتكب في حق البيئة والساكنة والأجيال الصاعدة وهدر للموارد الطبيعية، وهو ما يستوجب توسيع قاعدة النضال الجماهيري وتعميمه وتشابكه بمختلف حقوق الصراع للوصول إلى بيئة سليمة وتحقيق كافة المطالب. كما كان هذا التحرك النضالي مناسبة لتقديم أحد العمال ضحايا هذا المقلع: بناصر أحزا الذي حضر مرفوقا بأطفاله الثلاثة، والذي تعرض أثناء عمله لحادثة شغل تسببت له في عجز دائم بفقدان ثلاثة أصابع ليده اليمنى يوم 01 أبريل 2013، وعندما تعرض للحادثة ظل يستنجد طالبا الإسعاف وإحضار الدرك للمعاينة دون جدوى حتى أغمي عليه، حينها تم نقله فاقد الوعي إلى المستشفى الجهوي لبني ملال ليتم تضميده وإخلاء سبيله بالرغم من حالته الصحية الخطيرة؛ وذلك دون إبقائه تحت المراقبة الطبية وإجراء ما يلزم من فحوص وعلاج حتى يتعافى، وتم نقله في سيارة خاصة للمسؤول عنه في الشركة إلى بيته حيث صرح له الأخير أنه قام بالإجراءات اللازمة، ليُترك الضحية لآلامه ومعاناته طريح الفراش بلا رعاية صحية وسط أسرته التي لا حول لها ولا معيل. إنها مجرد عينة على مخاطر هذا المقلع الذي تنعدم فيه أبسط شروط السلامة والأمان وتنتهك فيه إنسانية العمال.