يشكل مشروع التوقيت المستمر أولوية حكومية مزعومة من اولويات اصلاح الإدارة المغربية باعتباره ينسجم مع طرق الحياة الجديدة التي تتناسب والقرن 21 حسب الدراسة التي اعدتها الحكومة إلا أن تنزيله على ارض الواقع رافقته مجموعة من السلبيات انعكست طبعا على مردودية الموظف وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين وعلى مبدأ استمرارية العمل القاضي باستمرار النشاط الذي يقوم به المرفق العام بانتظام ودون توقف وانقطاع لكونه انشأ أساسا لتقديم خدمات للأفراد وإشباع حاجات هامة وجوهرية في حياتهم ، اذ أن انقطاع هده الخدمات يسبب في حصول خلل واضطرابات في حياتهم اليومية ، ولنا في مقري البلدية و باشوية القصيبة النموذج الأمثل، مرفق عمومي بدون رقيب ولا حسيب عنوانه الابرز التملص من العمل والتقاعس عن اداء الواجب ، فباستثناء رجل القوات المساعدة المرابط بمدخل الباشوية والدي قد يخبرك وبنوع من الخجل أن الادارة خاوية تماما على عروشها ويمكن اقتحام اي مكتب والعبث بمحتوياته ووثائقه وملفاته لكون الموظفين غادروا دفعة واحدة لتناول وجبة الغذاء. فكيف يعقل مثلا ان لا يلتحق الموظف بمكتبه إلا في حدود التاسعة والنصف او العاشرة صباحا ويغادرها حوالي الثانية عشرة ؟ وكيف يعقل أن يلج المواطن مكتبا ولا يجد من يخدمه- بذريعة تغيب وتأخر عن العمل او بذريعة انصرافه لتناول وجبة الغداء المحددة قانونيا المحددة في نصف ساعة والتي قد تمتد للأسف الشديد لمدة ساعتين أوثلاث للقيلولة بعد متابعة حلقة من مسلسل كوري او مكسيكي على شاشة التلفاز .مما يخلق تذمرا في صفوف المواطنين الراغبين في قضاء مصالحهم وهكذا تنقطع الخدمة العمومية- بدون حياء ولا خجل ولا استحياء- من الثانية عشرة زوالا الى الثالثة مساء ،بل ان البعض لا يعود الى عمله إلا في صبيحة اليوم الموالي ،وان عاد عاملك بنوع من التعالي و التكبر وأشعرك بأن الحصول على وثائقك امتياز وليس حق . فعلا انها قمة" الحكرة" والاهانة . والطامة الكبرى يوم الجمعة، ففي هذا اليوم العظيم ،و باسم الدين ،تغلق الابواب وتنعدم الحركة و تنقطع الخدمة كليا ويتقمص موظفونا كأولياء الله في ارضه شخصية الزهاد والمتصوفة الذين يترفعون عن الدنيا وملذاتها وأجور خزينة الدولة، ويصبح عذر التغيب للذهاب للمسجد من الحادية عشرة لسماع الخطبة عذرا لا نقاش فيها ،وتصبح صلاة الجمعة من الواجبات غير القابلة بتاتا للنقاش، والويل لكل من تجرأ وناقش الأمر سينعث بالملحد والكافر ومحط الشبهات و جملة من التهم الملفقة الجاهزة و وو.وتجدر الاشارة وحتى لا يساء الظن اننا لا نختزل مظاهر التملص من العمل في اداء صلاة الجمعة وصلاتي الظهر والعصر بالرغم من توفر اغلب الادارات العمومية على مسجد داخلي ، بل هناك سلوكات شاذة و عديدة ومستشرية بالمرفقين المذكورين من قبيل مغادرة مقر العمل لأجل التدخين او لشرب الشاي والقهوة بالمقاهي ، ولمالا لا متابعة مباريات البارصا والريال او الانصراف لقضاء مصالح شخصية بل حتى التنزه والجولان بمنتجع تاغبالوت داخل اوقات العمل .... .كل هذا يحدث امام أعين السيد باشا المدينة ، المسؤول رقم واحد بالبلدة ، فالى من يهمه الامر : -ثقافة الحق تلازمها ثقافة الواجب والخدمة حق من الحقوق المكفولة للجميع داخل توقيت اداري معروف عند الجميع ليست امتيازا . -الى متى ستتحول مرافقنا الادارية الى بنايات تسكنها الاشباح بذرائع واهية؟ -الى متى استغباء المواطنين المغلوبين على امرهم والى متى ستتعطل مصالحهم في ظل الاستهتار المسجل؟ - كيف يعقل اخلاء الادارة من محتليها الرسميين –رغم قلتهم- دفعة واحدة بذريعة تناول وجبة الغداء المحددة قانونا . -كيف يعقل ان تتوقف الة الانتاج لمدة ساعتين ونصف ولن تعود للعمل إلا في حدود الثالثة زوالا او في صبيحة اليوم الموالي عند البعض؟وماذا سيعمل المواطن الذي لا تسمح وظيفته و انشغالاته بولوج المرافق العمومية الا في الفترة الزوالية؟ -ما المانع في تكريس الديمومة وسط الموظفين حفاظا على استمرارية المرفق العمومي و الخدمة العمومية ومصالح المترفقين؟ -الناس سواسية و القانون يسري على الجميع والكل معني باحترامه. و الموظف –مهما علت رتبته يا سيدي الباشا-ملزم بتأدية التزاماته بجدية و نتاجية وتفان في العمل وملزم كذلك بالوصول الى العمل في الموعد المحدد والخروج من الادارة في الساعة المحددة قانونا. -كيف يعقل ان نحاسب معلما بفرعية بأعالي الجبال على تأخر لمدة خمس او عشر دقائق عن العمل في الوقت الذي نترك فيه موظفي الباشوية والبلدية ينعمون بالقيلولة ومتبعة المسلسلات المدبلجة في أوقات هي جزء من الدوام الرسمي.؟ - سر نجاح وتقدم الشعوب هو احترامها للوقت واحترام الوقت هو احترام للذات ويعني بالدرجة الاولى احترام للآخر فمتى سيبزغ جيل جديد من المسؤولين ممن لهم القدرة و الشجاعة للضرب بيد من حديد على يد كل من سولت له نفسه العبث بمصالح المواطنين والقوانين الجاري بها العمل؟