إذا كانت الدورات العادية و الاستثنائية للمجالس الجماعية محطات دورية تتيح للسكان و الصحافة و المهتمين الإطلاع على مستوى أداء ممثليهم في تسيير شؤونهم العامة و مدى التزامهم بالدفاع عن مصالح المدينة و سكانها من عدمها فإن دورة فبراير تعتبر أهمها على الإطلاق لأنها مناسبة حقيقية للإطلاع على حكامة أي مجلس و مدى التزامه بالشفافية و الحرص على المال العام ففي هذه الدورة تعرض المجالس الجماعية حساباتها الإدارية مفصلة بالأرقام توضح كيف تصرفت في ميزانية السنة المالية المنصرمة فصلا فصلا على مستوى المداخيل والنفقات المسجلة بالميزانية. و حرصا من المشرع المغربي على تمكين المواطن من حضور دورات المجلس و الإطلاع على الأداء السياسي و المالي للمجالس المنتخبة فقد نص في المادة 63من الميثاق الجماعي على الإعلان عن تواريخ الدورات و تعليق جداول أعمالها بمقرات الجماعات و فتح جلساتها امام العموم إلا في حالات ناذرة يكون فيها النظام العام مهددا ، لذلك تحرص المجالس الجماعية على اختيار الوقت المناسب للدورة و تقوم بتعليق جداول أعمالها في مقرات الجماعات و الأماكن العمومية كما تقوم بتوجيه دعوات الحضور إلى الصحافة من أجل تتبع سير الدورة و تغطيتها إعلاميا ،و هي مسألة عادية لأن المجالس التي تبذل جهدها في تنمية مدينتها في إطار من الشفافية و الحكامة و المقاربة التشاركية ليس لها ما تخفيه بل تكون في أمس الحاجة لإطلاع الساكنة على المجهودات المبذولة و العراقيل التي تعترضها و مساعيها لتجاوزها .. و في المقابل تحرص المجالس الغير مقتنعة بأدائها و لا بحكامتها على السرية و الكتمان و تختار اليوم الذي لن يحضر فيه أحد بسبب التزامات العمل أو صلاة الجمعة دون أن تخبر أحد لا بتاريخ الدورة و لا بجدول اعماله و لا تسعى إلا إلى تمرير الدورة و التصويت على جدول أعمالها في غفلة عن السكان و المجتمع المدني و الصحافة خاصة إذا كانت المعارضة تقف مع المكتب المسير على نفس الرقعة المجلس البلدي لمدينة القصيبة من الصنف الثاني فقد فوجئ المتتبعون أمس بخبر انعقاد دورة فبراير العادية بمقر البلدية دون أن يكونوا على علم بذلك ، و دون أن يعمل الرئيس على تعليق تاريخ و جدول أعمال الدورة في مقر البلدية كما ينص على ذلك الفصل 63 من الميثاق الجماعي و بدون توجيه الدعوة لا للصحافة و لا للمجتمع المدني كما لم لم ينشر الخبر في البوابة الإلكترونية للبلدية http://www.cm-elksiba.fr.gd فضلا عن التوقيت حيث لم يجد الرئيس من وقت مناسب إلا يوم الثلاثاء و في العاشرة صباحا و هو الوقت الذي يذهب فيه السكان إلى أعمالهم. لماذا أحاط المجلس البلدي أغلبية و معارضة دورة فبراير بالكتمان و السرية ؟ لماذا خرق المجلس مقتضيات الفصل 63 من الميثاق الجماعي الذي ينص على إعلان تاريخ و جدول أعمال الدورة ؟لماذا لم تنشر البلدية تاريخ و جدول أعمال الدورة على موقعها الإلكتروني ؟لماذا لم تعقد هذه الدورة في العطلة السالفة لتتيح لعدد كبير من أبناء القصيبة ممن قضوا العطلة في المدينة حضور اشغالها ؟ لماذا خرج المجلس المحترم عن تقليد المجالس السابقة التي كانت تعقد دوراتها مساء الجمعة ابتداء من الثالثة بعد الزوال و عقدت دورة الحساب الإداري في العاشرة صباحا في الوقت الذي كان فيه السكان و المتتبعون في أعمالهم ؟؟