تشهد ظاهرة التشرد بمدينة زاوية الشيخ انتشارا ملحوظا سيما في فصل الشتاء الذي يتزامن مع موسم الزيتون حيث تعرف المدينة إقبالا كبيرا من طرف الغرباء يأتون إليها من كل حدب وصوب إما بحثا عن العمل أو بهدف التسول. وفي غياب مراكز إيواء اجتماعية وجماعية في المدينة، غالبا ما يلجأ هؤلاء إلى أماكن تتوفر على الحد الأدنى من الأمن والدفء، ويعتبر جناح المدرسة القرآنية لمسجد السعادة المكان المفضل لديهم.. إلا أن البعض منهم يستغل غياب المراقبة والدوريات لممارسة أنشطة مشينة على رأسها تناول المخدرات و الاعتداءات الجنسية خاصة على الأطفال أو على السيدة المختلة عقليا التي " تقطن" هناك منذ مدة. كما يحولون أيضا فضاء المسجد إلى مرحاض للتبول وقضاء الحاجة... وبغض النظر عن ما يطبع الظاهرة من تعقيد يتجلى في تنوع الخاصيات الفكرية والاجتماعية والنفسية والبدنية لهؤلاء المتشردين سواء كانوا أطفالا أو مسنين، فلقد أضحى من الضروري إيجاد حلول ناجعة وبناء مراكز رعاية خاصة لهم.