عاش سكان أحياء تاغروت و أيت سيدي سعيد و أيت باعقى ليلة أمس الأربعاء31 أكتوبر 2012 حالة رعب حقيقية بعدما فوجئوا بسيول جارفة قادمة من وادي أعليبوش تقتحم عليهم بيوتهم حاملة معها الأحجار و الأتربة حيث انخرطت النساء و الاطفال في الصياح بينما هب الرجال و الشباب يحملون المعاول و الفؤوس لإبعاد المياه عن مساكنهم و حماية أمتعتهم . و فور انتشار خبر فياضانات وادي أعليبوش حضر إلى حي أيت باعقى كل من رئيس المجلس البلدي و باشا المدينة و خليفته و عناصر الدرك الملكي و عناصر الوقاية المدنية و مستشارين جماعيين . أما في حي تاغروط فهب شباب الحي لنجدة المنازل التي اجتاحتها المياه و وضع الحجارة و الأكياس الرملية أمام المنازل بسبب قوة المياه التي كانت تحدث صوتا رهيبا . الفياضانات التي تسبب فيها وادي أعليبوش سواء في حيي أيت سيدي سعيد و أيت باعقى أو حي تاغروط من الجهة أخرى ،يعيد إلى الأذهان الفياضانات التي تسبب فيها الوادي في السنوات السابقة و التي كانت موضوع احتاجاجات الساكنة المستمرة و المتواصلة إلى مختلف الجهات لكن الساكنة لم تر إلى اليوم إلا الجان تلو اللجان دون أن تنعكس قراراتها إلى إجراءات قادرة على حماية الساكنة من خطر الفياضانات المحدق بهم في كل لحظة و التي جعلتهم يتوجسون شرا كلما سمعوا بخبر قدوم الأمطار بل منهم من يتمنى انحباس المطر حتى لا يعيش مثل كابوس الأمس . أما طريق أفلا نفران فتحولت إلى مجرى للمياه التي حفرت أخاذيذ كبيرة في المنحدرات و راكمت بساطا من الطين و الغرين على الجنبات المنبسطة مما جعل مرور السيارات و العربات أمر صعبا و مستحيلا أحيانا . رئيس المجلس البلدي السيد محمد محسن وعد في دورة أكتوبر المنعقدة أمس الأربعا ء بالشروع في بناء ساقية كبيرة قادرة على استيعاب مياه و ادي أعليبوش و حماية سكان أحياء أيت سيدي سعيد و أيت باعقى و تاغروط من مياهه و فياضاناته في مستهل شهر أبريل المقبل ، لكن السؤال المطروح هو هل سيتوقف المشروع المزمع بناؤه إذا رفض أصحاب الأرض المرور عبرها كما وقع في مشروع السواقي في حي أيت باعقى حين رفض أحد السكان تمرير الساقية من أمام بيته فتوقف المشروع ؟ هل سيكون المجلسالبلدي و السلطة المحلية حازمين هذه المرة ، أم إن الاتصالات الهاتفية و الاعتبارات السياسية و الصداقات و العلاقات ستكون لهل الكلمة الفصل مرة أخرى ؟ إن مسألة وادي أعليبوش ليست مسألة عادية يمكن اتخاذها موضوعا للمزايدات السياسية و الوعود الانتخابية بل إنه موضوع يتطلب الجدية و المسؤولية و السرعة في اتخاذ القرار و تنفيذه لأنه يهدد بأرواح المواطنين و سلامتهم و متى كان الامر كذلك كان من النظام العام الذي يفرض التدخل الصارم من السلطة المحلية بناء على توجيهات الأطر التقنية المختصة ، تغليبا للصالح العام و درءا لأي مكروه يمكن أن يصيب سكان ثلاثة دواوير سكنية و رفعا للحصار المضروب على حي أفلانفران الذي ظلت تنميته و تمرير الطريق إليه معلقة بحل مشكل وادي أعليبوش الذي يزداد خطورة سنة بعد سنة [