توصل أمن الجديدة من الإدارة العامة للأمن الوطني ببرقية ذات طابع استعجالي، تخص معتقلا كان تمكن من الفرار من السجن المحلي ببني ملال وأخطرت عناصر الأمن بضرورة الانتقال للبحث عنه جنوب حي السعادة، بعاصمة دكالة، بعد الاستعانة بنظام تحديد المواقع الشامل (جي.بي.إر.إس)، الذي يشتغل بثلاثة أقمار اصطناعية، ويعتمد على أبعاد ثلاثة (إكس. إكريك. زيد). وذكر مصدر أمني بالجديدة أن الأمر يتعلق بشخص يتحدر من مدينة الفقيه بن صالح، كان يقضي عقوبة بالسجن المحلي في بني ملال، قبل أن يفر، منذ شهر، من المؤسسة السجنية، في ظروف وصفت ب"الغامضة"، و"المثيرة للجدل". وبغية تسهيل عملية البحث، استنفرت مختلف المصالح الأمنية والأجهزة الموازية عناصرها، كما تلقى المسؤول الأمني بالجديدة صورة السجين الفار، ومعطيات تهم هويته الكاملة، كما أخبرت عناصر الأمن أن المبحوث عنه كان يتنقل على متن سيارة خفيفة مرقمة بالمغرب. وجرى تشكيل فرق أمنية من الأقسام القضائية، والفرق الميدانية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، انتقلت إلى منتجع سيدي بوزيد، حيث جرى اعتقال المتهم، إضافة إلى العديد من المشتبه بهم، والمبحوث عنهم. واستغرقت الحملات التمشيطية، التي قادها رئيس الفرقة الحضرية، في شوارع ودروب وأزقة مركز سيدي بوزيد، أزيد من 10 ساعات متتالية، الجمعة الماضي، وتواصلت إلى حدود الساعات الأولى من صبيحة اليوم الموالي. ويعتبر فرار المعتقل من السجن المحلي ببني ملال، الثاني من نوعه بجهة تادلة-أزيلال، إذ كان سجن أزيلال شهد فرار المعتقل (ف.ق)، بعد تعنيفه لأحد الحراس. وأسفر فرار المعتقل، المحكوم ب 10 سنوات سجنا، عن الإطاحة بالمدير السابق لسجن أزيلال. واعتقلت السلطات الأمنية سائق سيارة أقلته بعد هروبه، بمساعدة عصابة، يوجد أفرادها في حالة فرار، وبات المعتقل الفار يمتهن سرقة السيارات والنصب والاحتيال، ويشكل كابوسا بجهة تادلة-أزيلال. يذكر أن نظام (جي بي إر إس)، أبان عن نجاعته في مناسبات عدة بالمغرب، إذ استطاعت شركة دولية لكراء السيارات أن تستعيد سيارة رباعية الدفع مسروقة، كان مهاجر مغربي أدخلها إلى المغرب. ورصدتها الأقمار الاصطناعية، متوقفة أمام "فيلا" بمنتجع سيدي بوزيد، وجرى توقيف محركها عن التشغيل، فور الضغط على زر التحكم عن بعد، بواسطة نظام تحديد المواقع الشامل.