حوار مع الفنان الكاريكاتوري عبد الغني الدهدوه أنتم من ضمن الأسماء التي تشتغل مع جريدة المساء من خلال الكاريكاتير، ما مدى توافق الكاريكاتير مع الخط التحريري للجريدة؟ تشغل جريدة المساء ثلاثة رسامين للكاريكاتير، وهذا أمر لافت في الصحافة المغربية وغير مسبوق في جرائد جامعة، وليست متخصصة في السخرية والكاريكاتير، وإذا فالأمر يعبر عن تقدير من قبل الصحيفة لهذا الفن ومن ثمة، اتخاذه وسيلة تعبير واستراتيجية تواصل مع القارئ المغربي، الذي تعتبره الصحيفة عاشقا وقارئا جيدا للمادة الساخرة والذكية، ولايصح والحالة هاته أن نسأل إن كان ذلك يتوافق مع خطها التحريري أم لا خاصة وأنها تخصص صفحة يومية كاملة للرسم الساخر، وزاوية يومية لكاريكاتير الرأي، بالإضافة إلى ملحق أسبوعي ساخر.. كما هو معروف أن جريدة المساء جريدة يومية ألا يشكل لكم هذا صعوبة في مجاراة الأحداث من خلال الكاريكاتير؟ الإحتراف يتطلب من رسام الكاريكاتيرتسجيل حضوره اليومي مع القارئ، وإلا لن يستحق صفة محترف، صحيح أن العمل اليومي والمستمر صعب، لكن الرسام على غرار العديد من المهن، يتحول إلى حرفي فنان، وهو يطور أساليبه باستمرار لكي يساير الإيقاع اليومي، كان الشاعر نزار قباني بخفة دمه يهاب مهنة الصحافة، وكان يقول في هذا الصدد مامفاده: إنني أخشى الإقتراب من آلة الطباعة الشرهة التي إن لم تسايرها ستبتلعك.. هناك من ذهب إلى القول بأن محتويات جريدة المساء عرفت نكوصا بعد اعتقال مديرها المؤسس ما تعليقكم؟ أعتقد أن جريدة المساء حافظت على الخط التحريري الذي رسم لها بوجود الصحافي المتألق رشيد نيني، ولم تحيد عنه أبدا وهو في السجن يؤدي ثمن كلمته الشجاعة والصادقة. ولايمكن للجريدة أن تفرط في خط تحريري حاز على ثقة القراء المغاربة، لأنه أضحى مثل ميثاق موقع بين الصحيفة وقرائها. ومادام السؤال فيه افتراض أن البعض قال ماقاله في حق جريدة المساء، فإني اشير هنا إلى أن النجاح الذي حققته الجريدة قد أسال الكثير من المداد، خصوصا في الإعلام الإلكتروني، الذي اكتشف أن الكتابة عن المساء تأتي بالقارئ، وكان بديهيا أن تخرج الكثير من الإشاعات أيضا، فالغاية تبرر الوسيلة في بعض المواقع الإلكترونية.. هل يمكن اعتبار عدم تعرضكم للمضايقات يعود إلى نقص في الجرأة في طريقة تعاطيكم للموضوعات الكاريكاتورية؟ يفترض السؤال أن عدم تعرض الفنان للمضايقات يعود إلى نقص في الجرأة، وأرى أن الأمر يتعلق بالحظ لاغير، ولاأستطيع أن أقيم أعمالي إن كانت جريئة أم لا، لأن ذلك شأن الناقد، لاأتردد في نقد مايجب أن ينتقد، لكني لاأبحث عن الإثارة المجانية في الرسم، وأرى أن للكاريكاتير أخلاقيات مهنة، إنه أداة تعبير فعالة من الأفضل أن تستثمر فيما يخدم الإنسان، لاأن تهاجم الإنسان وتسخر منه بدون دواع حقيقية، لقد كان الراحل يحيى حقي يقول: "لاأريد لرسام الكاريكاتير أن يحمل بندقية فيقتل، أريده أن يستعمل الإبرة لكي يوخز.. "