ما أجلّ الذين كافحو الديكتاتورية بثبات وآيات من الصمود الرائع، فنُكل بهم ووُشمت أجسادهم بفضاعات زبانية التعذيب، ومع ذلك لم تُصب إرادتهم بالوهن ولا خاب وهج النضال فيهم. ذلكم ما ينطبق على المناضل موحى أمزيان، هذا الفلاح المتواضع الممتشق دائما لكبريائه وأنفته. فمن روائعه أنه أقدم على إثر اختطاف واغتيال الشهيد الأممي المهدي بن بركة في 29 أكتوبر 1965، على بعث برقية في نفس السنة إلى الملك الحسن الثاني يستنكر ويحتج فيها على الاختطاف القذر؛ فتعرض للاعتقال ووضع لمدة ثمانية أيام في مرحاض بلا غذاء مع تعريضه للتعذيب. المناضل موحى أمزيان أبى إلا أن يشارك رفاقه تخليد الذكرى الثانية لرحيل فقيدنا الغالي محمد بوكرين يوم 08 أبريل 2012 بمدينة بني ملال قادما إليها من أفورار إقليم أزيلال، وقد كانت له كلمة مقتضبة جد مؤثرة أدمعت عيون الحاضرين. لقد أطلق زفرة رجاء إلى الحضور المشاركين في الذكرى متمنيا منهم: "أن يخصوه عند رحيله بحضور تشييعه، وأنه سيكون مرتاحا في قبره إن كان رفاقه هم المشيعون له"! دام لك الطهر والنقاء في زمن تلوث فيه الكثيرون إلى درجة التعفن أيها المناضل المخلص لمبادئه.