أزيلال : جنين "سميرة بنت سعيد" ينتظر تحاليل الADN بدا هشام واثقا من نفسه وهو متوجه رفقة والده، عشية يوم الجمعة الماضي، إلى مركز الدرك الملكي بأزيلال بعد استدعائه لأخذ عينات من دمه بغية مقارنتها مع أخرى لجنين ميت وأمه التي تنسب أبوة جنينها لهشام. وعلم من مصدر أمني أن النيابة العامة أمرت بإرسال عينات من دماء أطراف القضية الثلاثة إلى المركز الوطني لتحليل الحمض النووي ADN (الدارالبيضاء)، وذلك بغية تحديد نسب الجنين ودرء الشك باليقين بتوريط المتهم أو تبرئته. وظل هشام طيلة الطريق المتربة، التي تفصل دوار زمايز بالطريق المعبدة المؤدية إلى مدينة أزيلال، ينكر وجود أية علاقة جنسية بينه وبين ابنة عمه "سميرة بنت سعيد"، التي تنسب إليه أبوة الجنين الذي وضعته الأحد الماضي. وقال هشام ذو ال12 ربيعا، المتحدر من دوار زمايز بجماعة تامدة نومرصيد (10 كلم عن أزيلال باتجاه شلالات أوزود)، إنه فوجئ كثيرا للتهمة التي ألصقتها به ابنة عمه سميرة (14 سنة)، مؤكدا أنه يضع هذه الأخيرة في مكانة أخته. وأوضح أنه لم يكن يلتقي بها إلا نادرا بالرغم من تجاور مسكنيهما، وذلك لانشغاله هو بالدراسة (مستوى الرابع ابتدائي) طيلة اليوم، وأضاف أنه لم يكن يدخل بيت عمه إلا برفقة حميد، الأخ الأصغر لسميرة الذي يدرسه معه في نفس الفصل الدراسي. وكان القاصر هشام قد قضى أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية رهن الاعتقال لدى مخفر الدرك الملكي بأزيلال، بعدما وجه إليه الاتهام بالتسبب في حمل ابنة عمه الطفلة، قبل أن يطلق سراحه صباح الأربعاء بأمر من الوكيل العام لدى استئنافية بني ملال. من جهته، أكد محمد-أ، والد القاصر هشام، أن علاقته بأخيه (س-أ) متوترة منذ أزيد من 3 سنوات بسبب نزاع حول أرض مشتركة بينهما، مشيرا إلى انقطاع التواصل بين العائلتين منذ ذلك الوقت. وقال محمد (54 سنة)، وهو عامل مياوم يعيل أسرة تتكون من زوجة وخمسة أولاد، إنه لم يكن يتصور أن يقدم أخوه الأصغر (50 سنة) على تلفيق مثل هذه التهمة لهشام، مشددا في نفس الوقت على أن هذا الأخير "لا يمكن أن يقوم بمثل هذا الشيء". ولم نتمكن من مقابلة والدي سميرة بسبب انشغالهما برعاية ابنتهما التي تتلقى العلاج بالمستشفى الإقليمي بمدينة أزيلال، منذ أن نقلتها إليه عناصر الدرك عشية الأحد 21 من الشهر الجاري، غداة وضعها لجنين ميت ورميها له في مكان مكشوف قرب بيت أهلها بدوار زمايز. وحاولت "أخبار اليوم"، عند منتصف يوم الجمعة الماضي، زيارة سميرة في مرقدها، لكن مسؤولي المستشفى منعونا من ذلك بأمر من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بأزيلال. وبرر الطبيب المشرف على تتبع حالة سميرة منعنا من زيارتها بكون المريضة "تعاني من اضطرابات نفسية صعبة للغاية وتستحيل مقابلتها في الوقت الراهن"، وزاد نفس المصدر مؤكدا أن المعنية "لا تقوى حتى على الكلام من هول الصدمة التي أعقبت وضعها لجنين في ظروف غير صحية". ميلود الشلح