نعم للإدماج المباشر في الوظيفة العمومية دخل معطلو جمعية الكرامة للمجازين المعطلين بإقليم الفقيه بن صالح في اعتصام مفتوح بشارع الحسن الثاني قرب باب الأحد منذ صباح السبت 31 دجنبر 2011. و يبلغ عدد المعتصمين ما يزيد عن 200 معطل و معطلة. حيث أعلنوا على أنهم سيبقون بالشارع العام حتى يتم تحقيق مطالبهم التي تتلخص في حصولهم على الحق في الوظيفة في أسلاك القطاع العام. و يأتي هذا الاعتصام بعد الإعلان على تنظيم مباراة وزارة الداخلية و التي سيتم من خلالها تشغيل ما يزيد عن 5500 منصب شاغر عبر التراب الوطني , لم يكن حظ إقليم الفقيه بن صالح سوى 92 منصبا فقط . و قد أعلن أعضاء جمعية الكرامة رفضهم لهذه المباراة جملة و تفصيلا , و ذلك بسبب أن عدد المناصب المعلن عنها ضعيف بالمقارنة مع عدد المناصب الشاغرة بالإقليم من جهة , كما أن هذا النوع من المباريات يعرف عددا من الخروقات تتجلى في الرشوة و الزبونية و المحسوبية من جهة أخرى . الشيء الذي يجعل مبدأ تكافئ الفرص في هذه الظروف مستحيلا . و أكدوا تشبتهم اللامتناهي بالإدماج المباشر في الوظيفة العمومية حتى يتم إنقاذهم من براكين الذل و الضياع و بالتالي ضمانهم لعيش كريم و حياة كريمة. و يذكر أن معطلي جمعية الكرامة قد خاضوا مجموعة من الوقفات و المسيرات السلمية منذ الإعلان عن مباراة وزارة الداخلية. كان أبرزها الوقفة السلمية ليوم الثلاثاء 27 دجنبر 2011 أمام عمالة إقليم الفقيه بن صالح حيث تعرضوا لإعتداءات عنيفة من طرف القوات المساعدة , و التي أدت إلى إصابات في صفوفها كانت إحداها خطيرة استوجبت نقلها المستعجل إلى المستشفى محملة عبر لافتة بعدما تم منع نقلها عبر سيارة الإسعاف التي وصلت إلى عين المكان , و ذلك من طرف السلطات المحلية في شخص مدير ديوان العمالة . كما أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالفقيه بن صالح رفض تسلم شكاية من طرف معطلي جمعية الكرامة بخصوص الاعتداء الذي تعرضوا له . كما عرفت شوارع مدينة الفقيه بن صالح صباح السبت 31 دجنبر 2011 صراعات بين المعطلين وقوات الأمن التي حاولت منعهم من تنظيم اعتصامهم السلمي للتعبير عن رفضهم للمباراة , و الذي كان مقررا بساحة محمد السادس. الشيء الذي أدى إلى عملية مطاردة وصلت إلى باب الأحد التي تحتوي على أشهر المحلات التجارية بالمدينة , و انتهت بترديد مجموعة من الشعارات القوية من طرف المعطلين, التي تندد بقمع الاحتجاجات السلمية . وبعد ذلك انطلقت مسيرة جابت مجموعة من الشوارع قبل أن ترسو بشارع الحسن الثاني قرب ساحة باب الأحد حيث تم تشييد مخيم الكرامة و بدأ الاعتصام المفتوح الرافض لمباراة وزارة الداخلية. و تجدر الإشارة إلى أن جمعية الكرامة قد دخلت في حوارات مع السلطات المحلية على رأسهم عامل الإقليم و الذي وعد من خلالها المعطلين بالحصول على مجموعة من الحلول البديلة كالكيوسكات و رخص للنقل المزدوج و دعم لمجموعة من المشاريع بالنسبة للراغبين في ذلك , هذا بالإضافة إلى منح الأولوية لأبناء الإقليم بالنسبة للمناصب الشاغرة داخله. و ذكر مصدر مسؤول من جمعية الكرامة على أن هذه الوعود ظلت مجرد كلام و لم يتم تفعيل أي منها لحد الآن . و تمضي أيام الاعتصام في أجواء أخوية يسودها الإصرار و العزيمة على تحقيق الأهداف المسطرة من خلاله. حيث يعرف ترديد شعارات يومية وسط تضامن شعبي كبير مع مطالب المعطلين. و ينتهي في المساء بمسيرات حاشدة تجوب شوارع المدينة و تعرف مشاركة عائلات المعطلين الذين يأتون لمساندة و دعم أبنائهم في مشهد رهيب يدعو إلى ضرورة الإسراع في إيجاد حلول سريعة لهؤلاء المعطلين الذين يعانون كل يوم من قساوة البطالة و هول الإقصاء و الحرمان من فرصة في بدأ حياة مستقرة تجعلهم يهنئون بفرصة في عيش كريم . كما تعرف يوميات الاعتصام تقديم مجموعة من الإبداعات من قبيل الزجل و الشعر و بعض الثمتيليات التي تزيد المعتصمين ثقة في عدالة مطالبهم التي يؤمنون بها. تقرير: هشام فكيري تصوير : مصطفى العمراني