بجرأة وحماس الشباب وهمة الرجال ، تقدم اسماعيل بلعباس ، الذي يؤكد أنه أصغر مرشح للانتخابات التشريعية المقبلة ، لهذا الاستحقاق بمنطق التحدي ، مع إدراكه لجسامة المعركة التي سيخوضها من أجل نيل شرف تمثيل دائرته الانتخابية في مجلس النواب المقبل . وأوضح بلعباس ، المزداد في 14/7/1991 بدوار تاغرة باقليم أزيلال ، أن قراره بالمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة أملاه رغبته الجامحة في المساهمة في الاصلاحات الجارية على أكثر من صعيد لتحسين أوضاع ومستوى عيش المواطنين خاصة بالعالم القروي. وذكر ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أنه قبل هذا التحدي وقدم ترشيحه لهذه الانتخابات بعدما لامس ، على أرض الواقع باعتباره فاعلا جمعويا ، المشاكل الجمة التي يعيشها البسطاء بالعالم القروي حيث تقل أو تنعدم كل الظروف التي تساعد المواطنين على العيش دون إكراهات من بنيات تحتية ومدارس ومستشفيات ومعامل وغيرها . وأبرز أنه "مهما استعرضنا الصعوبات التي يعيشها المواطن القروي في مختلف قري ودواوير ومداشر إقليم أزيلال ، خاصة عندما تهطل الامطار أو تسقط الثلوج ، فإننا لا ندرك حجم المعاناة التي يعيشها مثلما يتحملها الذين يقطنون هذه المنطقة" ، ضاربا بذلك مثل المرأة التي تفقد جنينها وربما في بعض الاحيان حياتها جراء قطعها أميالا كثيرة قبل الوصول إلى أقرب مستشفى للولادة . وقال بلعباس ، الحاصل على دبلوم في الاعلاميات ، إن هذا المثل هو غيض من فيض من المشاكل المتعددة التي يعيشها المواطنون بالعالم القروي ، حيث تنعدم أبسط شروط الحياة من ماء صالح للشرب وكهرباء وطرق ومدارس ومستشفيات وإدارات عمومية وغيرها . وأضاف بلعباس ، الذي تقدم إلى الانتخابات باسم حزب العهد الديموقراطي والمرتب رابعا في اللاحة الوطنية للشباب ، أن ساكنة منطقته شجعته على الانخراط في هذا المسلسل ، بعدما سئمت من الوعود المعسولة التي كان يقدمها لهم المرشحون للانتخابات المحلية والتشريعية من زمان ، دون أن تعرف منطقتهم المهمشة أية تغيير . وبثقة وعنفوان الشباب ، أكد اسماعيل بلعباس ، الذي يرأس جمعية "تاغرة لدعم تنشيط العمل التنموي والاجتماعي والثقافي " بأزيلال ، أن حظوظه وافرة في نيل مقعد من المقاعد الثلاثين المخصصة للائحة الوطنية للشباب ، رغم ما يكتنف ذلك من صعوبات لوجود عدد كبير من أقرانه الذين لهم نفس الحظوظ أو أكثر بالنظر لحمولتهم الثقافية أو تجربتهم المهنية أو السياسية. وذكر ، في هذا السياق ، أن انعدام تجربته السياسية حيث لم يسبق له الانخراط في أي تنظيم سياسي ، تبدو بالنسبة إليه غير مؤثرة في السباق نحو كرسي البرلمان ، باعتباره جرب العمل الجمعوي الذي جعله أكثر التصاقا ومعرفة بهموم الناس . وشدد على أن مسؤولية إنجاح هذا الرهان تظل مسؤولية مشتركة بين الجميع لاختيار الافضل بين المرشحين دون الخضوع لاية تأثيرات أخرى لأن العمل السياسي له قيمة نبيلة ، وذلك لتحقيق الهدف الاسمى من مثل هذه الاستحقاقات المتمثل في إعطاء دينامية جديدة للحياة السياسية الوطنية وترسيخ الخيار الديمقراطي ، وتجسيد مبدأ تجديد النخب السياسية على أرض الواقع ومنح الشباب الفرصة لاثبات ذواتهم ، وهي من بين رهانات الدستور الجديد . أحمد بونجمة /وكالة المغرب العربي للأنبا