تيزي نسلي :هل تتحمل الأمطار وحدها مسؤولية توالي انقطاعات التيار الكهربائي المفاجئة ؟ تعرف جماعة تيزي نسلي لحظة كتابة هذه الأسطر تساقطات مطرية مهمة سيعلن إثرها بداية موسم الحرث الجديد،إلا أن هذه الأمطار ومنذ بدايتها صباح هذا اليوم(الجمعة) أدخلت الساكنة في دوامة مظلمة كانت منتظرة كالعادة بسبب إنقطاع التيار الكهربائي. الحالة هذه غير غريبة عن سكان هذه المناطق فبمجرد ما تتساقط الأمطار تغيب الأنوار وتقل الأنظار ويبقى الإنسان في عزلة معلوماتية بدون تلفاز و أخبار وبدون هواتف خلوية ولا شبكة عنكبوتية وكأن لسان الحال يقول:عاد زمن القنديل و اللمبا والشموع والكربون وأحاديث الجدة المسترسلة حول فرن التدفئة. ويجدر بالذكر أن هذه الإنقطاعات المفاجئة تتسبب في تعطيل مجموعة من الآليات الكهربائية كآليات التبريد والحواسيب علما بأنه من حق المواطن المطالبة بالتعويض عن الضرر أو الإصلاح. وتجدر الإشارة أيضا أنه حينما يحل فصل الصيف يضعف ضوء المصباح و يتناقص تدريجيا أثناء الليل حتى يصبح كالشمعة أو أشد ضعفا. في حقيقة الأمر،ينتابني- أنا شخصيا- إحساس بحياة أكثر طمأنة و أكثر هدوءا في ظل غياب الكهرباء، ولكن ينتابني أيضا إحساس بالحكرة والدونية حيث أنه لا وجود لمن يحرك شفاهه ليقول: "اللهم إن هذا لمنكر".لن ألقي باللائمة على المكتب الوطني للكهرباء ولا على المسؤولين قبل أن ألوم السكان قبل كل جهة أخري وسأعزي هذا الإهمال الذي يطال بلدتنا إلي شبابها وأنا أولهم لأننا لم نستطع يوما أن نتقبل فكرة كون الشعب أقوى سلطة على الإطلاق؛متى تحرك تفاعل معه المسؤولون وأخذوا بيده ولبوا نداءاته.ومتى نام،عادوا هم أيضا إلى سباتهم العميق. يبدو أن حالة إنقطاع التيار الكهربائي في بلدتنا حالة ميؤوس منها،فهي ظاهرة لازمتنا منذ ظهور المصباح لأول مرة في البلاد أواسط الثمانينات دون أن يحرك المكتب الوطني للكهرباء ساكنا.هذا المكتب الذي لم يستطع أن يؤسس فرعا محليا في تيزي نسلي مما سيسهل على المواطن مأمورية تأدية الواجبات التي تتضاعف حين يضطر الإنسان إلى ترك عمله والسفرإلى أغبالة من أجل إستخلاص فواتير لم يستهلكها كما ينبغي. أرخى الليل سدوله ولم يعد التيار إلا في تمام العاشرة ليلا. ضاع منا برنامج"أخطرالمجرمين" بسبب مجرمين آخرين محتملين غير معلنين،لكن لم يكن برنامج "90 دقيقة للإقناع" قد بدأ بعد فقد تم تأخيره ساعة كاملة عن موعده الأصلي بسبب إعتذار أحد الضيوف.إستمتعنا بالبرنامج الذي عرف هو الآخر إنقطاعات متكررة بسبب سوء الأحوال الجوية.قلت في نفسي"كيف اليابان كيف اليمن ! "