رغم أن مدينة اغبالة لا تبعد سوى ب64 كيلومترا عن القصيبة فإن مستعملي الطريق يجدون أنفسهم مرغمين على قضاء حوالي ساعتين من الزمن من اجل الوصول إلى القصيبة بعد رحلة متعبة و مضنكة بسبب كثرة المنعرجات و تواليها و بسبب اضطرار السائقين إلى التوقف مرارا و خفض السرعة إلى أدنى مستوياتها للمرور فوق أجزاء من الطريق لم يبق منها إلا الاسم فقد تحولت في عدة مقاطع إلى شريط ضيق بالكاد يستوفي سيارة واحدة فضلا على أن يسمح بتقابل سيارتين أو بالتجاوز . و تنقسم الطريق بين القصيبة و أغبالة من حيث تاريخ تمريرها إلى جزئين يبتدئ أولها من القصيبة إلى ناوور و هو الجزء الذي تم تمريره في فترة الاستعمار الفرنسي بسواعد السجناء وأذرع المحكوم عليهم بالكلفة 'la corvée' ما جعلها كثيرة المنعرجات و الالتواءات التي لا يمكن تصور الإبقاء عليها في الفترة الحديثة بالنظر إلى الآليات التي أصبحت تعتمد في شق الجبال و بناء قناطر من شأنها اختصارمسافة الطريق . أما الجزء الثاني فقد تم تمريره في الستينات من القرن الماضي و يتميز بهشاشة بنيته التحتية و غياب القناطر في كثير من الشعاب و المجاري الشتوية و صغرها في حال وجودها وخطورة بعض منعرجاتها خاصة تلك الواقعة على مشارف تيزي نسلي في اتجاه أغبالة . و تتسبب وعورة هذه الطريق و راءدتها و تدهو ر أجزاء مهمة منها في فرض عزلة مطبقة على المدينة بسبب صعوبة التنقل من و إلى القصيبة بوابة المدينة نحو مدينة بني ملال حيث المرافق الإداريةو الصحية و الجامعية و يزداد الأمر صعوبة في فترة الأمطار حيث يحدث أن تقطع الطريق لأيام أمام المرتفقين و الطلبة و المرضى . كما أن حالة الطريق هذه تجعل المسافرين القادمين من مختلف المناطق الشمالية الراغبين في الوصول إلى المناطق الصحراوية مضطرين إلى استعمال الطريق الرئيسية 24 في اتجاه خنيفرة و الانعراج في النقطة المرورية 33 في اتجاه الراشديةو من ثم المناطق الأخرى المجاورة كتنغير و قلعة مكونة رغم أن محور تنغير - القصيبة من شأنه اختصار عشرات الكيلومترات و من شأنه أن يوفر على المسافر عدة ساعات من السفر الشاق و المضني لذلك فإن إعادة تهيئة الطريق بين أغبالة و القصيبة حسب المعايير العلمية المطلوبة سوف يفك العزلة عن عدة منا طق بحيث سيصبح شمال المغرب موصولا بجنوبه . ابراهيم بنحسو