منذ تأسيس شاب قصبة تادلة سنة 1946 ظل محبوه وجماهيره يحلمون بالموسم الذي يرونه فيه ضمن أندية القسم الأول، قبل أن يتحقق الحلم الموسم الماضي، ويصعد الفريق إلى قسم الصفوة، تحت قيادة عبد المالك العزيز. مساره خلال الموسم الماضي كان استثنائيا بكل المقاييس، وبميزانية لم تتجاوز 330 مليون سنتيم، إذ ضمن الصعود قبل ثلاث دورات من نهاية بطولة القسم الثاني، مقارنة بأندية صرفت أكثر من 700 مليون وظلت تقبع في مؤخرة الترتيب. خلال مساره الطويل ظل الفريق يتأرجح بين القسم الثاني وأقسام الهواة، ورغم لعبه لمباريات سد كثيرة إلا أن الموسم الماضي كان الأبرز من خلال عدد الانتصارات التي حققها والحضور الجماهيري الكبير لمبارياته، رغم أنها كانت تجرى في مدينة بني ملال، لكن تحقق الحلم الذي ظل يراود الكثيرين لم يكتمل بسبب المشاكل التي ظل يعانيها الفريق منذ صعوده إلى القسم الأول. مشاكل الملعب خلال فترة لعبه بالقسم الثاني ظل الفريق يستقبل مبارياته بمدينة ملال، بسبب إغلاق ملعبه بقصبة تادلة، ما زاد من عذاب الفريق، وهو الشيء الذي ظن محبوه أنه سيكون فارقا في تحقيق حلم الصعود، لكن أشبال عبد المالك العزيز استطاعوا تحقيق المستحيل وحولوا المشكل الذي ظل يؤرق مسيريهم إلى حافز قوي لتحقيق الصعود. بعد الصعود، اعتقد الجميع أن هذا المشكل لن يتكرر وأن مسؤولي المدينة والجامعة ووزارة الشباب والرياضة، سيكونون في الوعد من خلال افتتاح ملعب المدينة ليستقبل فيه الفريق مبارياته، لكن لاشيء تحقق وظل الفريق يستقبل بمدن بني ملال ولفقيه بنصالح وخريبكة. اللعب بالمدن المجاورة، يكلف مسيري الفريق أكثر من 30 ألف درهم في كل مباراة، ما يجعل المصاريف تطغى على المداخيل، في حال وجودها، وهو الشيء الذي يؤكده مصطفى العزيز، رئيس اللجنة المالية «فريقينا هو الوحيد الذي يجري جميع مبارياته خارج الميدان، ما يكلف خزينة النادي مبالغ إضافية في ظل غياب أي مستشهر، إذ نعتمد بشكل كبير على منحتي الجامعة ووالي المدينة وأحد المقاولين، إضافة إلى مسيري الفريق». فوز بعد 1260 دقيقة بعد إجرائه 1260 دقيقة بالقسم الأول، سيتمكن شباب قصبة تادلة من تحقيق أول فوز على حساب المغرب التطواني بالدورة 14 من البطولة، وهو ما شكل فرحة لمدينة بأكملها، بعدها سيحقق الفريق تعادلا بطعم الفوز على حساب الوداد الرياضي بمركب محمد الخامس، لكن الفريق سيعود بعدها إلى مسلسل النتائج السلبية ما حكم عليه بالبقاء في الرتبة الأخيرة، رغم التغيير الذي حصل في صورة الفريق بعد التعاقد مع فؤاد الصحابي (حقق الفريق أربع نقط في خمس مباريات) وهو ما عجز عنه في مباريات الذهاب. الفوز على المغرب التطواني، ظنه الكثيرون الانطلاقة الحقيقية للفريق بعد سنوات من الحلم والترقب ومباريات السد، لكن كان فقط فسحة صغيرة سرعان ما ضاقت على اللاعبين والمكتب المسير والطاقم التقني، لتفتح أبواب الانتقاد والاحتجاج الذي تحول في وقت من الأوقات إلى سب وشتم، ما دفع أعضاء المكتب إلى اللجوء إلى الأمن لمنع الجمهور من الحضور إلى الملعب لمعانية الحصص التدريبية. تغييرات المدربين مباشرة بعد الصعود، أجرى الفريق مباراة في تصفيات كأس العرش ومباراة واحدة بالقسم الأول أمام الجيش الملكي، بعدها سيقرر عبد المالك العزيز، محقق حلم الصعود إلى القسم الأول، الانسحاب بعد أن تناهى إلى علمه، رغبة أعضاء من المكتب المسير في إبعاده بسبب ما أسموه «سوء النتائج»، رغم أن الفريق لم يستأنس بعد ببطولة الصفوة، ما جعله قبل يوم واحد من مباراة وداد فاس يقرر الرحيل، ورغبة منه في عدم التأثير على الفريق تحجج ب «عدم وجود ظروف الاشتغال». بعدها سيتم التعاقد مع محمد سهيل، لقيادة الفريق في أربع مباريات وبعده سيقدم استقالته هو الآخر، بعد مباراة شباب الريف الحسيمي، بعده كريم خوكشي، الذي قاد الفريق ست مباريات حصل من خلالها على نقطة واحدة لتتم إقالته، وتخييره البقاء معدا بدنيا بالفريق (حسب ما ينص عليه العقد الموقع) أو الرحيل. خلال مباراتين سيقود الفريق سعيد ميمي، مساعد المدرب السباق، وسيحصل على نقطة واحدة ليقرر بعدها مسيرو الفريق التعاقد مع فؤاد الصحابي، الذي استطاع تحقيق أربع نقط في خمس مباريات. أحمد نعيم