بتعاون مع المجلس العلمي المحلي ببني ملال والمعهد العالمي للفكر الإسلامي ، ينظم مختبر مقاصد الوحي والتواصل الديني والحضاري ندوة في موضوع " خصائص الإصلاح في الغرب الإسلامي : مدارس ومناهج " وذلك يومي الاثنين والثلاثاء 07 و 08 محرم 1432 الموافقين ل 14 و15 دجنبر 2010 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية / جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال وفق البرنامج رفقته . محاور الندوة : المحور الأول : تجارب الإصلاح السياسي والاجتماعي في تاريخ المغرب . المحور الثاني : نماذج من الفكر الإصلاحي بالغرب الإسلامي . المحور الثالث : أصول الفكر الإصلاحي بين المرجعية الإسلامية والمرجعية الأوروبية . ورقة عمل الندوة في سياق عناية العلماء المعاصرين والمفكرين والباحثين بقضايا الإصلاح والتجديد ، تأتي دعوة مختبر مقاصد الوحي والمجلس العلمي لدراسة خصائص تجارب مدارس ومناهج الإصلاح بالغرب الإسلامي ، برؤية جديدة قائمة على الفحص التاريخي والتحليل العلمي واستخلاص العلل السببية والغائية من تلك التجارب . وتنطلق هذه الدعوة من افتراض منهجي مضمونه أن الحركة الإصلاحية تميزت في هذا الحيز من العالم الإسلامي بخصوصيات في التصور والمنهج لا تخرجها عن السياق الإصلاحي في العالم الإسلامي عامة ولكنها تكسبها تميزات ناتجة عن مؤثرات خاصة بواقع الغرب الإسلامي الذي تشكل مفهوما جغرافيا وسياسيا وعلميا منذ تأسيس الدولة الأموية بالأندلس إلى زمن الاحتكاك الذي وقع بين دول المغرب الكبير وبين أوروبا الغازية بجيوشها ومؤسساتها وأفكارها . وتتشكل تلك المؤثرات من المعطيات التاريخية والجغرافية والعلمية والثقافية إضافة إلى طبيعة المكون البشري وتفاعلاته الداخلية سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، وعلاقاته بالتدخل الأوروبي وانعكاساته المدمرة في مختلف ميادين الإصلاح السياسي والعلمي والاجتماعي والتربوي .. إن إبراز خصائص الإصلاح في علاقتها بمقتضيات الوحي ومقاصده وسنن التاريخ وقوانين العمران يستدعي تكامل جهود مختصين في حقول معرفية مختلفة ، في المعرفة الإسلامية فقها وأصولا وتصوفا وآدابا ، وفي المعرفة التاريخية والفلسفية والعلاقات الدولية .. وذلك لتحقيق أمرين : الأول : إبراز تكاملية العلوم في رصد الظواهر الإنسانية وتحليلها وتركيبها ، على اعتبار أن سؤال الإصلاح ليس حكرا على حقل معرفي معين أو تصور فكري معين ، فكل مقاربة لا تنحو المنحى التكاملي تبقى محصورة في رؤية تجزيئية حتى إن ادعت العلمية ورامت التعميم . الثاني : التفكير في بناء إستراتيجية خطاب إصلاحي شامل واقعي ومستقبلي ، تتكامل فيه الحقول المعرفية لصياغة أجوبة حضارية عن أسئلة تقدم المجتمع الإسلامي وتطوره ، وفاعليته في محاورة عولمة العولمة ، وكيفيات المحافظة على خصوصيات الهوية الدينية والتاريخية والثقافية في عالم متغير . لقد تمت دراسة قضايا الإصلاح في الغرب الإسلامي إما بربطها مطلقا بالحركات الإصلاحية في المشرق وإما بفصلها عنها وربطها بالمركزية الغربية . وذلك دون مراعاة لخصوصية المجال المدروس في تشكل رؤاه الإصلاحية ، مما أنتج مقاربات تصورية غير كافية في بيان حقيقة الفعل الإصلاحي بالغرب الإسلامي التي تدعو مقتضيات الواقع الإسلامي المعاصر لمراجعتها وفق نسق علمي ومنهجي متوازن ومتكامل يجمع بين مقصد وضعها في سياقها الخصوصي ومقصد معرفة قوانينها الداخلية المشكلة لها . فحقيقة الفعل الإصلاحي بالغرب الإسلامي مجال بحثي مفتوح على مقاربات متعددة يمكن أن تمتاح من تاريخ المنطقة وما حفلت به من أحداث عظيمة كان لها وقع في المسار الإصلاحي ، ومن تطوران العلاقة بين السلطة العلمية والسلطة السياسية ، ومن التطور الفقهي والعقدي والسلوكي ، ومن تفاعلات البنيات الداخلية والمؤثرات الخارجية ، ومن النظر في أعلام الإصلاح وإسهاماتهم في قراءة ذلك التفاعل . وحسب هذه الدعوة لدراسة خصائص الإصلاح بالغرب الإسلامي أن تستكشف قوانين التجربة الإصلاحية في الغرب الإسلامي و الوقوف العلمي على ملامح القوة والضعف فيها وقياس انضباط ( بارديكماتها) مع سنن الوحي والكون ومقتضيات الشهود الحضاري في أفق استلهامها بقصد التجاوز وبناء إستراتيجية تصور متكامل يخرج الإصلاح من منطق الاسم إلى منطق الفعل . ولتقريب هذه الدراسة حول الخصائص الإصلاحية بالغرب الإسلامي تم اعتماد هذه المحاور الآتية : الأول : مفهوم الإصلاح وسياقات مصادره الذاتية الخارجية . الثاني : مدارس ومناهج الإصلاح الديني في الغرب الإسلامي . الثالث : أهمية العوامل الواقعية في الفكر الإصلاحي بالغرب الإسلامي . الرابع : آثار الفكر الأوروبي في الإصلاح الديني بالغرب الإسلامي . الخامس : رؤية الآخر للإصلاح في الغرب الإسلامي .