في إطار دعم سياسة القرب ومواكبة عمل المجالس الجماعية للنهوض بالتنمية على المستوى المحلي وتدعيم ركائز اللامركزية والحكامة الجيدة ، عقد والي جهة تادلة أزيلال وعامل اقليمبني ملال السيد محمد دردوري اليوم الاثنين لقاءات تواصلية مع ممثلي أربع جماعات قروية بالاقليم لبحث انشغالات وحاجيات ساكنتها . وخلال هذه اللقاءات ، استعرض رؤساء وممثلو المجالس الجماعية لتاكزيرت وتانوغة وفم العنصر واولاد ايعيش مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الساكنة ، والتي تقف عائقا في وجه التنمية المحلية ، وتحول دون تحقيق متطلبات الجماعات في مختلف المجالات خاصة ما يتعلق منها بالبنية التحتية في عدد من القطاعات الحيوية للساكنة . وتركزت تدخلات المستشارين الجماعيين حول الاهمية التي يكتسيها إنجاز ودعم وإصلاح عدد من المرافق بغية النهوض بمستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة ، خاصة ما يتعلق منها بالتجهيزات الاساسية في قطاعات الطرق والكهربة والماء الصالح للشرب والتطهير والتعمير والنقل ، أو ما يهم الخدمات الاجتماعية في قطاعات الصحة والتعليم والشباب والرياضة. وفي هذا السياق ، أكد السيد الوالي استعداد مصالح السلطات العمومية للعمل جنبا إلى جنب مع ممثلي الساكنة لتأهيل المنطقة ، والمساهمة في حل كل المشاكل التي تعترض سبيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية بها ، وتحول دون الاستجابة لحاجيات وانتظارات المواطنين في مختلف القطاعات خاصة الحيوية منها كمجالات التعليم والسكن والصحة والنقل وفك العزلة عن العالم القروي والحد من آثار الفيضانات. وطلب السيد محمد دردوري من المسؤولين على المصالح الخارجية المعنية عقد جلسات عمل ، بعد عيد الاضحى ، مع ممثلي هذه الجماعات للتعرف على انشغالات الساكنة والعمل على حل كل المشاكل العالقة في أقرب الاجال ، خاصة المتعلقة منها بحالة الطرق وتهيئة المسالك والغابة التي تعرف تدهورا مستمرا نتيجة عوامل التعرية والاستغلال المفرط للثروة النباتية والحيوانية والتفحيم السري والبناء العشوائي ، بالاضافة إلى القضايا المتعلقة بالتعليم والسياحة وبالتزود بالماء الصالح للشرب والكهربة القروية وخطر الفيضانات التي تهدد حياة الساكنة المجاورة لمجاري الوديان بالمنطقة. كما دعا السيد الوالي المنتخبين إلى توحيد جهودهم ، والعمل من جانبهم على دعم البنية التحتية والمشاريع المدرة للدخل لمناطقهم ضمن الامكانات المتاحة لهم ، للمساهمة في خلق فرص الشغل وفك العزلة عن العالم القروي وتوفير الخدمات الاساسية المتعلقة بتأهيل الشباب خاصة الفتيات اللواتي ينقطع العديد منهن عن الدراسة بسبب عدم توفر وسائل النقل أو عدم وجود داخليات بمنطقة تعليمهن . ودعا إلى إعداد دراسة تقنية شاملة عن المنطقة التي تزخر بمؤهلات سياحية وطبيعية هامة ، وذلك للتعرف على الوضعية الحالية لقطاعات الماء الصالح للشرب والكهربة وحالة الطرق ، مؤكدا أنه يمكن التغلب على جميع المشاكل القائمة بدعم جهود جميع الفاعلين والمتدخلين في الميدان وتنسيق العمل بين الادارة الترابية والمجالس المنتخبة عملا بتوجيهات جلالة الملك الذي يسهر شخصيا على تنمية الجماعات المحلية . وشدد على أن السياحة خاصة الجبلية منها قد تشكل رهانا مربحا بالمنطقة في حالة توفير بنية تحتية في المستوى المطلوب تشجع رجال الاعمال الخواص على الاستثمار ، وهو ما يسمح بتأهيل المنطقة وتحقيق التوازن بين الوسطين الحضري والقروي ، ويعطي دفعة قوية للتنمية المستدامة بها . وقد مكنت هذه اللقاءات المستشارين الجماعيين من الاطلاع على حالة العديد من الملفات من خلال الأجوبة التي تقدم بها رؤساء المصالح الاقليمية المعنية على تساؤلاتهم ، وتم الاتفاق بالمناسبة على دعم التواصل بين الجماعات ومختلف المصالح وبرمجة اجتماعات بين الجانبين لتلسيط الاضواء على كل القضايا التي تهم الساكنة ومعرفة الحاجيات والإمكانيات المالية المرصودة لإنجازها أوالاكراهات التي تحول دون تنفيذها في الوقت الراهن ، مع الالتزام بالعمل على حل كل المشاكل العالقة وفق الاجندة المحددة .